"لو أننا عرفنا كل شيء لسرّنا أن نرحل عن هذه الحياة.."
* * *
إنها قصة من شاكلة تلك القصص الشهيرة التي تكون في الغالب عارفا بنهايتها حتى لو لو تكن قرأتها لكثرة تردادها على الألسن وفي الرسوم والأفلام. وقد سبق أن شاهدت فلما قديما عنها وأنا طفل لا أذكر منه شيئا في الحقيقة إلا الفكرة الأساسية للقصة وهي المفروض ألا تعرفها حتى تصل النهاية.
والغريب أن معرفتي بما يقع لم يفسد علي القراءة، بفضل الجو التشويقي المتصاعد وغرابة الأحداث التي جعلت من القصة فريدة من نوعها ويتعذر أن تكون قرأت في مكان ما قصة بوليسية أو من الخيال العلمي مشابهة لها ولو من قريب.
ولعل عيبها هو إغراق فكرتها في الفانتازيا والخيال السهل الذي يجعل سر اللغز في محلول كيماوي غامض والسلام. ولكن ما شفع للقصة - في نظري - هو ربط فكرتها الغريبة بحقيقة النفس البشرية وما يعانيه كل بشري من تجاذب شقه الأمار بالسوء والفحشاء مع الشق الخيّر اللوام المشفق، والغلبة تكون للأقوى.. والله المستعان.
لا أدري إن كانت النسخة الأصلية أطول وأغنى من هذه الطبعة الموجهة للناشئة، ولكن وجدت فيما قرأت الكفاية، فالتعريب رفيع المستوى مما يشبع القارئ ويكفيه عن كل استطراد آخر.
وأخيرا صرت أفهم لم يضرب بهذه القصة المثل في تجاذب أهواء النفس البشرية.. التي أُلهمت فجورها وتقواها.
