صناعة الجوع
قوانين المنتدى
لا نشارك الكتب الرقمية هنا، لكي لا نحمل وزر السرقات الأدبية.. من أراد كتابا يبحث عنه.
لا نشارك الكتب الرقمية هنا، لكي لا نحمل وزر السرقات الأدبية.. من أراد كتابا يبحث عنه.
- جويدة
- عضو وفيّ للمنتجع
- مشاركات: 798
- اشترك في: 28 إبريل 2021, 11:28
صناعة الجوع
عنوان الكتاب : صناعة الجوع ...تأليف فرانسيس مور لابيه / جوزيف كولينز
عدد صفحات الكتاب :378
الصفحات المقروءة :116
الأطروحة : يشعر المرء أحيانا بتغير ميوله فجأة و دون سابق إنذار عن شيء ما ليتحول لغيره ،فقد كنت دوما ميالة للكتب الأدبية ، مولعة بالخيال و الصور البديعية و ألوان البيان ، ثم اكتشفت انجذابي لكتب التنمية البشرية ، لما تزخر به من نصائح و توجيهات بسبل مقنعة تخاطب القلب و العقل معا ، و مؤخرا ، جرفني التيار نحو الكتب العلمية، و لو أنني كنت دوما بعيدة كل البعد عن استخدام عقلي للاعتقاد الخاطئ الراسخ به أن خلايا الدماغ إن ماتت ،لا تتجدد.
كتاب اليوم لا يتحدث عن العلم مخصوصا، و لا العقل و طرق تنميته ، كتاب اليوم يفتح بصيرتنا إلى المستقبل، بعد أن فتحنا نافذة نحو الماضي و تاريخه و القينا نظرة على الحاضر فما كان و ما هو كائن و ما يجب ان يكون هو لب ما توصلت إليه من خلال مطالعتي لثلث هذا الكتاب.
يشي عنوان الكتاب بالكثير، فصناعة الجوع حرفة الطغاة، و قلة من البشر، الذين يستحوذون على ثروات الشعوب، و لا يبقون لهم إلا على الفتات ، كي يقتاتوا منه ليستمروا بالحياة ،و يكونوا عبيدا لهم ،أو يموتوا تحت وطأة العوز .
عن الاستعمار نتحدث، و من بعده عن حفنة من الحكام و حواشيهم، و بعض التجار الذين يستغلون ضعف الناس و جهلهم ،فيستغلون أراضيهم، و يجعلون منهم مزارعين يعملون لصالحهم لزيادة ثروتهم، ويعود المحصول لغيرهم ، بل يعمل بعض هؤلاء الجشعين على سلب أراض من أصحابهم، بكل السبل الملتوية، ليزداد الفقير فقرا ،و الغني غنا ، و أكثر من ذلك أن الهدف الذي هو التصدير ليس لإنعاش الاقتصاد بل لإنعاش الجيوب الخاصة، بتدمير بنية الأرض، بإقناع المزارع باستخدام المواد الكيماوية المضرة بالصحة و الأرض و الغلة ،و حتى ما تحت الأرض، مما يصل البحر و السمك ...بدل استخدام وسائل بسيطة و تقليدية و ناعمة و بذا يكون المصير إما الموت جوعا، أو مرضا
يتحدث الكتاب بإحصائيات دقيقة، عن بلدان كثيرة عانت من سياسات هاته البلدان الطاغية ،و على رأسها أمريكا التي منعت وصول المعلومة إلى صغار الفلاحين، كي تستثمر فيهم و تستغلهم، و لو بخارج أراضيها، حين منعت مجموعة من العلماء الذين توصلوا بالتجربة إلى نتيجة مذهلة تقول بضرورة العودة إلى الزراعة التقليدية بكل وسائلها و أدواتها، فبدل الاستعانة بالمواد الكيماوية لقتل حشرات الغلة مثلا، كان الأجدر بهم استغلال حشرة تقتل الحشرة الضارة، و لا تؤذي الثمار ، كما أن السقي عند الضرورة أفيد من السقي الدوري، و كذا أمورا غيرها تؤكد أن الزراعة التقليدية أضمن للصحة، و أوفر للمال ، كما أن الكتاب يتحدث عن أكذوبة ندرة الطعام ، بدليل أن سنوات القحط في كل دولة، هي السنوات التي ارتفعت نسبة التصدير فيها، و زادت نسبة المداخيل ، فالثروة بهذا، تتسلل من بيت صاحبها لبيت الجيران، و بينما يموت هو جوعا، يشعر غيره بالتخمة ....و كلها بفعل فاعل إما عن وعي أو غير وعي .
يقترح الكتاب بعض الحلول البسيطة من خلال ملاحظته لبعض الدول، التي استطاعت أن تغير مصيرها، كاليابان التي انقلب حالها من سيء إلى جيد، بعد الحرب العالمية ، حين قرر الحكام النهوض بشعوبهم فوزعوا الأراضي بعدل، و شجعوا الفلاحين على الإنتاج ،و عملوا بسياسة الاكتفاء الذاتي، و أن انتعاش الاقتصاد، لا يكون بارتفاع الصادرات و لا الواردات ، إنما برغد أبناء الشعب بمنع الجوع عنهم.
لا يزال الكتاب في أوله، و متعة قراءته لا تظاهيها متعة، و فائدته المفتحة للبصائر و الأبصار لا يستغنى عنها ، و لكن شبحا من الخوف ظل يطاردني أن تكون مصائر البعض و رقابهم بين يدي البعض ، كما أن الكتاب فتح شهيتي لامتلاك قطعة أرض و زراعتها بكل ما يمكن ، حفظا للصحة و الكرامة و الجيب ، إذ يوما ما ،قد يقرر العالم أن الغلاء و الندرة و المرض بكل مكان ...حينها قد أكون بأمان.
- منيرة
- مشرف عام
- مشاركات: 8560
- اشترك في: 28 إبريل 2021, 03:36
- مكان: الجزائر
- جويدة
- عضو وفيّ للمنتجع
- مشاركات: 798
- اشترك في: 28 إبريل 2021, 11:28
Re: صناعة الجوع
المقروء منه محل الاطروحة من 116-190
الأطروحة: نظرا لكون الأنظمة فكرت بالثورة الخضراء كحل لتطوير اقتصادهم فقد قابلتهم النخبة المستفيدة من الوضع بحيل كثيرة و النخبة المستفيدة ليست سوى فئة الأغنياء و كذا العسكريين و بعض أفراد السلطة الذين استثمروا أموالهم و نفوذهم لشراء الأراضي من الملاك الصغار و أصحاب البنوك التي تتكفل بالقرض مقابل رهن الأراضي و المؤسسات متعددة الجنسيات التي تعمل على تشجيع التصدير بدل الاكتفاء الذاتي ...كل هؤلاء عملوا على بقاء الأراضي بيد الأقلية التي تستجيب لطلب التصدير و لو بالخسارة مقابل ربح يصب في جيوبهم و لو جاع شعب بأسره و مات الأطفال بسبب سوء التغذية ، و كان أن سنت الدول قانون استصلاح الأراضي فتكون الأرض لمن يخدمها ،الذي يعمل عليها بالإيجار لسنوات عدة ، فاعترض ملاك الأراضي الشاسعة و الذين في الأغلب لا يستخدمون أراضيهم لإطعام الشعب ، بل يجعلون بعض منتجاتهم للتصدير و بعضها للتصنيع المحلي فالدرة مثلا بدل استخدامها كمادة أساسية يبيعونها للمصانع لتحويلها كتحلية أو مشروب غازي، كما أنهم يجعلون بعض منتجاتهم كغذاء للمواشي للاستفادة من لحومها مع العلم أن اللحم مادة لا ينالها إلا النخبة ، و بقية الأرض تترك فارغة لغرض الرعي ...أما البنوك فإنها سعت لاشتراط رهن أراضي الملاك الصغار مقابل إمدادهم بالقروض و بذا يقعون بين فكي الدين الدائم أو الاضطرار لبيع أراضيهم ، كما أنه بإيعاز من الطبقة المالكة للأراضي الشاسعة كان أصحاب البنوك يؤخرون عمدا تسليم الفلاحين الصغار حاجياتهم من البذور و المعدات و السماد و السقي ، فينتهي كل ذلك بخراب الفلاح و افلاسه و بمزيد من التجويع العمدي ، و حتى الفلاح المستأجر الذي كان بإمكانه المطالبة بحقه في أرض المالك الكبير من منطلق شغله في الأرض و استصلاحها لسنوات عدة ،فان المالك الكبير كان يمنع وصوله لهذا الحق بعدم تأجيره ذات الأرض كل سنة فإما يتم تغيير موقع العمل في كل حين ،و إما طرده نهائيا من الأرض فيزداد وضع الفلاحين المعدمين فقرا.
و مع أن ميكنة الزراعة بدا في الوهلة الأولى كحل لمزيد من الإنتاج غير أن الأمر منوط بكيفية استعمال هذه الميكنة ، ففي بعض الدول استخدمها الملاك الكبار كبديل عن البشر فاستغنوا عن الفلاحين و زادوا من تعداد العاطلين و الفقراء بينما الصين استعملت الميكنة لتسهيل عمل الفلاح و توجيهه لأعمال أخرى كالسقي...فازداد مردودهم و قل كدهم حتى أن كثيرا من المزارع الصغيرة و التي كانت تستخدم وسائل بسيطة و تقليدية أثبتت تفوقها و بجدارة في نسبة انتاجها مقارنة بالمزارع الكبيرة و خصوصا حين يتعلق الأمر باليابان و الصين الذين عملوا منذ الوهلة الأولى على المساواة في توزيع الأراضي ، و العمل على تنويع الإنتاج و التركيز على الغذاء الأساسي ، لإطعام شعوبهم كأولوية قصوى، و ما زاد عن ذلك يحول للتصدير بحسب تقدير قيمة السلع و المنتجات مع عدم الاعتماد على الزراعة وحدها كمنتوج صالح لإطعام الشعب المحلي و العالم ككل .
الأطروحة: نظرا لكون الأنظمة فكرت بالثورة الخضراء كحل لتطوير اقتصادهم فقد قابلتهم النخبة المستفيدة من الوضع بحيل كثيرة و النخبة المستفيدة ليست سوى فئة الأغنياء و كذا العسكريين و بعض أفراد السلطة الذين استثمروا أموالهم و نفوذهم لشراء الأراضي من الملاك الصغار و أصحاب البنوك التي تتكفل بالقرض مقابل رهن الأراضي و المؤسسات متعددة الجنسيات التي تعمل على تشجيع التصدير بدل الاكتفاء الذاتي ...كل هؤلاء عملوا على بقاء الأراضي بيد الأقلية التي تستجيب لطلب التصدير و لو بالخسارة مقابل ربح يصب في جيوبهم و لو جاع شعب بأسره و مات الأطفال بسبب سوء التغذية ، و كان أن سنت الدول قانون استصلاح الأراضي فتكون الأرض لمن يخدمها ،الذي يعمل عليها بالإيجار لسنوات عدة ، فاعترض ملاك الأراضي الشاسعة و الذين في الأغلب لا يستخدمون أراضيهم لإطعام الشعب ، بل يجعلون بعض منتجاتهم للتصدير و بعضها للتصنيع المحلي فالدرة مثلا بدل استخدامها كمادة أساسية يبيعونها للمصانع لتحويلها كتحلية أو مشروب غازي، كما أنهم يجعلون بعض منتجاتهم كغذاء للمواشي للاستفادة من لحومها مع العلم أن اللحم مادة لا ينالها إلا النخبة ، و بقية الأرض تترك فارغة لغرض الرعي ...أما البنوك فإنها سعت لاشتراط رهن أراضي الملاك الصغار مقابل إمدادهم بالقروض و بذا يقعون بين فكي الدين الدائم أو الاضطرار لبيع أراضيهم ، كما أنه بإيعاز من الطبقة المالكة للأراضي الشاسعة كان أصحاب البنوك يؤخرون عمدا تسليم الفلاحين الصغار حاجياتهم من البذور و المعدات و السماد و السقي ، فينتهي كل ذلك بخراب الفلاح و افلاسه و بمزيد من التجويع العمدي ، و حتى الفلاح المستأجر الذي كان بإمكانه المطالبة بحقه في أرض المالك الكبير من منطلق شغله في الأرض و استصلاحها لسنوات عدة ،فان المالك الكبير كان يمنع وصوله لهذا الحق بعدم تأجيره ذات الأرض كل سنة فإما يتم تغيير موقع العمل في كل حين ،و إما طرده نهائيا من الأرض فيزداد وضع الفلاحين المعدمين فقرا.
و مع أن ميكنة الزراعة بدا في الوهلة الأولى كحل لمزيد من الإنتاج غير أن الأمر منوط بكيفية استعمال هذه الميكنة ، ففي بعض الدول استخدمها الملاك الكبار كبديل عن البشر فاستغنوا عن الفلاحين و زادوا من تعداد العاطلين و الفقراء بينما الصين استعملت الميكنة لتسهيل عمل الفلاح و توجيهه لأعمال أخرى كالسقي...فازداد مردودهم و قل كدهم حتى أن كثيرا من المزارع الصغيرة و التي كانت تستخدم وسائل بسيطة و تقليدية أثبتت تفوقها و بجدارة في نسبة انتاجها مقارنة بالمزارع الكبيرة و خصوصا حين يتعلق الأمر باليابان و الصين الذين عملوا منذ الوهلة الأولى على المساواة في توزيع الأراضي ، و العمل على تنويع الإنتاج و التركيز على الغذاء الأساسي ، لإطعام شعوبهم كأولوية قصوى، و ما زاد عن ذلك يحول للتصدير بحسب تقدير قيمة السلع و المنتجات مع عدم الاعتماد على الزراعة وحدها كمنتوج صالح لإطعام الشعب المحلي و العالم ككل .