في معركة السطح ... بقلمي ....
ألتف القط الأشقر اللون حول المدفأة التي وقودها الحطب ... وأخذ ينصت بصمت للمسامرة العائلة ,,,, تلك العائلة التي تحب قطط الحي أجمع ,,, والتي تقطن في بيت عربي دمشقي ,,, فعلى الليمونة تحتل الهرة المخططة بالأبيض والأشقر المكان ,,, فهو مكانها المعتاد ,,, والزاوية اليسرية من البحرة القابعة منتصف ساحة ذلك البيت يحتلها الهارون الأسود صاحب العينان الخضروان وزوجته رمادية اللون الساحرة في جمالها سبحان الخالق ,... وأيضا زوجته الأخرى البيضاء ذات العينان الزرقاوين الجميلة تحتل الزواية المقابلة ,,, ((ولا أعلم لماذا صاحب العيون الخضراء تتهافت عليه النسوة ... رغم أنه أسود اللون )),,,, وفي الليوان ,,, ((وهي غرفة مفتوحة على ساحة البيت)) ,,, وتحت الأريكة يعيش شلة كبيرة من القطط ... مشكلين عصابة لا بأس بها لمهاجمة من يأتي جديدا على ذلك البيت ,,, ولم أستطع إحصائهم فذاك المقطوع ذنبه لحادث أليم ,,, وذاك الذي نقرت عينه لمشاغباته الكثيرة ,,,, وذاك الذي يعرج على قدمه .,.,,.
وسط ذلك العالم من القطط والهواريين .,,.,.كان يعيش بيت أهل والدتي ,,, المكون من جدتي وخالي الذي يعيش معها ,,, وزوجته... وأولاده ,,, الذين يقاربوني سنا ,,, كنت أحب ذلك البيت حبا جما ,,, فرائحة الليمون وزهر الليمون في نيسان تجعلني كالمدمن يأخذ جرعة من ذاك السم فينسى الدنيا وما فيها ,,,, وشجرة الكباد وما تحمل من ثمار يحوم حولها ( البرغش ) وهي حشرات صغيرة تتكاثر مثل البكتريا ,,, تضفي على المكان سحرا اخر ,,,, أما عن الياسمينة التي يشتهر بها أهل الشام خاصة ,,, فلها قصة أخرى ,,, تلك التي تعربش بين نقوش الفاطمية والأموية في البيوت كما أنها تعربش في ذاكرتي وأنفي وتعطيني قوة للعودة كلما بعدت وسافرت ,,,, ولا أنسى منظر تلك البحرة في منتصف ساحة البيت وماؤها الصافية ( فالماء في تلك الأيام كان متوفرا لوجود الخير والبركة في دمشقنا ) صوت تلك البحيرة وهي تدفق الماء له رنين,,, طنين ,,,نغم,,, سمفونية ,,,,سموها كما أردتم تحوم في لبي ,,,, كنت أألف ذلك المكان وأعشقه حد الثمالة ,,,
ولكن .. ما يعكر صفوي ,,, في ذلك البيت ,,, هو وجود القطط ليلا ,,, وليس نهارا ,,, أمر غريب في عقلي ’’’’ أحب القطة في النهار وأكرهها ليلا ,,,, قد تستغربون من مقالي ذاك ,,, ولكن ماحدث معي في إحدى الليالي العامرة هناك بعد الضحك والمسامرة الجميلة والعشاء اللطيف الذي أعدته زوجة خالي لي ولأمي نحن ضيوفهم المبيتون في تلك الليلة ,,, فبعد أن أنتهت تلك الليلة ,’,, رقدنا للنوم ذاهبين إلى الفركونات ( والفركونة هي غرفة في الطابق الثاني لها شباك على الحارة ,,, وشباك أخر للساحة البيت ) وفي الأعلى يوجد السطح ... الذي يوجد به قن دجاج فيه فراخ الدجاج صفراء جميلة تحوم في السطح .... وأيضا هناك المشرقة ..( المشرقة تقبع حول الفركونات تطل على ساحة البيت ) المهم اقترح خالي وقتها أن ينام الأبناء سويا في فركونة واحدة ,.,., أي أنني سأنام مع أولاد خالي الأربعة في فركونتهم ,,, ومدوا لي فرشة في الأرض ,,, وما هي إلا دقائق معدودة ,,, حتى سمعت شخير الأربعة في أذني ’’’’ طبعا بحكم نومي الخفيف ,,, والسمفونيات التي أسمعها فهي معزوفات نشاذ من الشخير ... لم أنم ,,,, وربما كانت دقائق التهيئة للمعركة قد بدأت وأنا لم أشعر ,,,ومن ثم سمعت صوت إحدى القطط في المشرقة تموء وكأنها تتحدث فعلا ((((( نامووووو))))
فأجبتها قطة أخرى من ساحة البيت ...
(((نامووووو))))
ومن ثم بدأت المعركة التي لم أتوقعها ,,,, وبدأت أصوات المواء تعلو ... وتعلو ... حتى أجتمع تقريبا جميع قطط البيت في المشرقة ,,, نظرت من الشباك فهالني منظرهم ,,,, وفجأة بدئوا بالهجوم والتسلسل إلى سطح الدار ,,,, وبتنظيم رهيب ,,,, ولأنني لست فضوليا كثيرا .,,.,. ولكني أحب متابعة الحدث ,,, خرجت مسرعا من الفركونة دون صوت وتسللت من المشرقة إلى السطح ... وهناك شاهدت الديك والدجاجة يرتعشون خوفا على قنهم من تجمهر تلك القطط الجائعة رغم أن أهل البيت لا يقصرون في الطعام لها ولكن القط يبقى قطا ,,,
شدني المنظر كثيرا ,,, ولو كان معي هاتفي النقال في تلك الأيام لصورت الحادثة لأبثها مباشرة لأصدقائي ,’,, بدأت المناورات ...والديك يركض يمنة ويسرة لكل من يخطو خطوة للأمام ,,, ومن ثم جرب أحدهم الأقتراب أكثر ,,,, فنال نصيبة بنقرة على رأسه طار لها الديك معلنا الحرب الشعواء ,,,, ومابين كر وفر ,,,, لاذ أحد القطط بمراده ,,, وحمل في فمه أحد الفراخ الصفراء مسرعا ... ولكنه فجأة اصطدم بشيئ صلب فهر من فمه ذلك الفرخ ,,, نعم اصطدم بقدمي ... وعندما هممت بأمساك الفرخ المسكين ,,, قفز علي ذلك الهر وجعل جروحا في يدي ... فغضبت وبدأت أركض وراء القطط المتجمهرة ,,, الذين تفاجأوا لوجودي ,,, وشتتُ شملهم ,,,وأعدتُ الفرخ إلى القن سالما ,,,, عدت الى فراشي متألما بجروحي ,,,, ونمت دون أن يشعر أحد بمعركة السطح ,,,, وفي اليوم التالي كانت نظرات القطط تتوعد لي الكثير ,,,, ولكنها تخبأ حقدها للانفراد بي ليلا ,,,, فطلبت من أمي أن لا ننام ليلتها في بيت جدتي ,,,, واستعدينا للرحيل إلى بيتنا ’,’’ ولكن خالي حلف إيمانا وأصر على والدتي أن تنام ليلة أخرى ,,, فقبِلت ,,,,,
فاصفر وجهي خوفا ,,,,ولكم أن تتصوروا ...... ماحدث تلك الليلة,,,, في معركة السطح ......
,,,,
مع أجمل تحيات
نيسان
ألتف القط الأشقر اللون حول المدفأة التي وقودها الحطب ... وأخذ ينصت بصمت للمسامرة العائلة ,,,, تلك العائلة التي تحب قطط الحي أجمع ,,, والتي تقطن في بيت عربي دمشقي ,,, فعلى الليمونة تحتل الهرة المخططة بالأبيض والأشقر المكان ,,, فهو مكانها المعتاد ,,, والزاوية اليسرية من البحرة القابعة منتصف ساحة ذلك البيت يحتلها الهارون الأسود صاحب العينان الخضروان وزوجته رمادية اللون الساحرة في جمالها سبحان الخالق ,... وأيضا زوجته الأخرى البيضاء ذات العينان الزرقاوين الجميلة تحتل الزواية المقابلة ,,, ((ولا أعلم لماذا صاحب العيون الخضراء تتهافت عليه النسوة ... رغم أنه أسود اللون )),,,, وفي الليوان ,,, ((وهي غرفة مفتوحة على ساحة البيت)) ,,, وتحت الأريكة يعيش شلة كبيرة من القطط ... مشكلين عصابة لا بأس بها لمهاجمة من يأتي جديدا على ذلك البيت ,,, ولم أستطع إحصائهم فذاك المقطوع ذنبه لحادث أليم ,,, وذاك الذي نقرت عينه لمشاغباته الكثيرة ,,,, وذاك الذي يعرج على قدمه .,.,,.
وسط ذلك العالم من القطط والهواريين .,,.,.كان يعيش بيت أهل والدتي ,,, المكون من جدتي وخالي الذي يعيش معها ,,, وزوجته... وأولاده ,,, الذين يقاربوني سنا ,,, كنت أحب ذلك البيت حبا جما ,,, فرائحة الليمون وزهر الليمون في نيسان تجعلني كالمدمن يأخذ جرعة من ذاك السم فينسى الدنيا وما فيها ,,,, وشجرة الكباد وما تحمل من ثمار يحوم حولها ( البرغش ) وهي حشرات صغيرة تتكاثر مثل البكتريا ,,, تضفي على المكان سحرا اخر ,,,, أما عن الياسمينة التي يشتهر بها أهل الشام خاصة ,,, فلها قصة أخرى ,,, تلك التي تعربش بين نقوش الفاطمية والأموية في البيوت كما أنها تعربش في ذاكرتي وأنفي وتعطيني قوة للعودة كلما بعدت وسافرت ,,,, ولا أنسى منظر تلك البحرة في منتصف ساحة البيت وماؤها الصافية ( فالماء في تلك الأيام كان متوفرا لوجود الخير والبركة في دمشقنا ) صوت تلك البحيرة وهي تدفق الماء له رنين,,, طنين ,,,نغم,,, سمفونية ,,,,سموها كما أردتم تحوم في لبي ,,,, كنت أألف ذلك المكان وأعشقه حد الثمالة ,,,
ولكن .. ما يعكر صفوي ,,, في ذلك البيت ,,, هو وجود القطط ليلا ,,, وليس نهارا ,,, أمر غريب في عقلي ’’’’ أحب القطة في النهار وأكرهها ليلا ,,,, قد تستغربون من مقالي ذاك ,,, ولكن ماحدث معي في إحدى الليالي العامرة هناك بعد الضحك والمسامرة الجميلة والعشاء اللطيف الذي أعدته زوجة خالي لي ولأمي نحن ضيوفهم المبيتون في تلك الليلة ,,, فبعد أن أنتهت تلك الليلة ,’,, رقدنا للنوم ذاهبين إلى الفركونات ( والفركونة هي غرفة في الطابق الثاني لها شباك على الحارة ,,, وشباك أخر للساحة البيت ) وفي الأعلى يوجد السطح ... الذي يوجد به قن دجاج فيه فراخ الدجاج صفراء جميلة تحوم في السطح .... وأيضا هناك المشرقة ..( المشرقة تقبع حول الفركونات تطل على ساحة البيت ) المهم اقترح خالي وقتها أن ينام الأبناء سويا في فركونة واحدة ,.,., أي أنني سأنام مع أولاد خالي الأربعة في فركونتهم ,,, ومدوا لي فرشة في الأرض ,,, وما هي إلا دقائق معدودة ,,, حتى سمعت شخير الأربعة في أذني ’’’’ طبعا بحكم نومي الخفيف ,,, والسمفونيات التي أسمعها فهي معزوفات نشاذ من الشخير ... لم أنم ,,,, وربما كانت دقائق التهيئة للمعركة قد بدأت وأنا لم أشعر ,,,ومن ثم سمعت صوت إحدى القطط في المشرقة تموء وكأنها تتحدث فعلا ((((( نامووووو))))
فأجبتها قطة أخرى من ساحة البيت ...
(((نامووووو))))
ومن ثم بدأت المعركة التي لم أتوقعها ,,,, وبدأت أصوات المواء تعلو ... وتعلو ... حتى أجتمع تقريبا جميع قطط البيت في المشرقة ,,, نظرت من الشباك فهالني منظرهم ,,,, وفجأة بدئوا بالهجوم والتسلسل إلى سطح الدار ,,,, وبتنظيم رهيب ,,,, ولأنني لست فضوليا كثيرا .,,.,. ولكني أحب متابعة الحدث ,,, خرجت مسرعا من الفركونة دون صوت وتسللت من المشرقة إلى السطح ... وهناك شاهدت الديك والدجاجة يرتعشون خوفا على قنهم من تجمهر تلك القطط الجائعة رغم أن أهل البيت لا يقصرون في الطعام لها ولكن القط يبقى قطا ,,,
شدني المنظر كثيرا ,,, ولو كان معي هاتفي النقال في تلك الأيام لصورت الحادثة لأبثها مباشرة لأصدقائي ,’,, بدأت المناورات ...والديك يركض يمنة ويسرة لكل من يخطو خطوة للأمام ,,, ومن ثم جرب أحدهم الأقتراب أكثر ,,,, فنال نصيبة بنقرة على رأسه طار لها الديك معلنا الحرب الشعواء ,,,, ومابين كر وفر ,,,, لاذ أحد القطط بمراده ,,, وحمل في فمه أحد الفراخ الصفراء مسرعا ... ولكنه فجأة اصطدم بشيئ صلب فهر من فمه ذلك الفرخ ,,, نعم اصطدم بقدمي ... وعندما هممت بأمساك الفرخ المسكين ,,, قفز علي ذلك الهر وجعل جروحا في يدي ... فغضبت وبدأت أركض وراء القطط المتجمهرة ,,, الذين تفاجأوا لوجودي ,,, وشتتُ شملهم ,,,وأعدتُ الفرخ إلى القن سالما ,,,, عدت الى فراشي متألما بجروحي ,,,, ونمت دون أن يشعر أحد بمعركة السطح ,,,, وفي اليوم التالي كانت نظرات القطط تتوعد لي الكثير ,,,, ولكنها تخبأ حقدها للانفراد بي ليلا ,,,, فطلبت من أمي أن لا ننام ليلتها في بيت جدتي ,,,, واستعدينا للرحيل إلى بيتنا ’,’’ ولكن خالي حلف إيمانا وأصر على والدتي أن تنام ليلة أخرى ,,, فقبِلت ,,,,,
فاصفر وجهي خوفا ,,,,ولكم أن تتصوروا ...... ماحدث تلك الليلة,,,, في معركة السطح ......
,,,,
مع أجمل تحيات
نيسان