ماذا يريد العم سام ؟

هنا اقتراحات الكتب ونشر المراجعات والآراء حول المقروءات..
قوانين المنتدى
لا نشارك الكتب الرقمية هنا، لكي لا نحمل وزر السرقات الأدبية.. من أراد كتابا يبحث عنه.
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
جويدة
عضو وفيّ للمنتجع
عضو وفيّ للمنتجع
مشاركات: 798
اشترك في: 28 إبريل 2021, 11:28

ماذا يريد العم سام ؟

مشاركة بواسطة جويدة »

ماذا يريد العم سام ؟ !! للكاتب نعوم تشومسكي

عنوان الكتاب: ماذا يريد العم سام ؟ !! للكاتب نعوم تشومسكي
عدد صفحات الكتاب 104
الأطروحة: كم هو صعب قول رأينا بكتاب ! انه أشبه بقول رأينا بصديق نحبه ، ولا نرى فيه الا المزايا و لا يمكن حتى أن ننتقده و ان كان لكل بشر عيب يمكن انتقاده ، الا أننا حين نرى مزاياه فانه رغما عنا نتغافل عن عيوبه ، بل لا نراها عيوبا أصلا.
لا أقول هذا مذمة في الكتاب الذي تناولته هذا الأسبوع ، بالعكس فانه من اعجب الكتب و اكثرها فزعا ، و قد تسلسلت الكتب التي تفزعني جزافيا و كأنه القدر أراد لي أن تكتمل الصورة في ذهني عن واقع الحال ...و انما أقوله لوقوعي في حب كل الكتب تقريبا و ذلك يعجزني عن رؤية عيوبه مهما كانت تافهة أو حتى التنويه عنها ان لاحظتها و ان كانت أخطاء مطبعية ، اذ مقارنة بما يقدمه الكتاب فانه من المعيب بالنسبة لي التنقص منه .
نعوم تشومسكي اليهودي بالوراثة الأمريكي الموطن ، استطاع بشجاعة و أمانة أن يخبرنا شيئا صادقا عن العم سام و من يكون .
و انا في رحلة الغوص في الكتاب ، تصورت ان العم ليس سوى اليهود و ان نعوم الواقف بالحق مع القضية الفلسطينية سيأخذ في ذم اليهود و الصهانية و كشف جرائمهم الى غير ذلك ، و هو بعيد كل البعد عنهم موطنا ومعتقدا
غير انني اكتشفت انه ازاح الغطاء عن وجه العم سام ، و الذي يمثل السلطة الامريكية التي يسيطر عليها حفنة من رجال الحكم و الاعلام و المال ...هم أولئك ثالوث الشر منذ قرون ، منذ تشكلت أمريكا بعد غزو كولومبس القارة و إبادة الهنود السكان الأصليين منها ، و مذاك عمل العم سام على خدمة مصالحه الخاصة و ملء جيوبه من خيرات كل من استطاع اليه سبيلا ، و ما فاض من جيوبه يرشه للشعب الأمريكي ، بمعزل عن الهنود و الزنوج ، فالرجل الأبيض هو الوحيد المعني بحقوق الانسان لان البقية ليسوا منزلة البشر من الأساس
يذكرنا تشومسكي بكل الجرائم التي اقترفتها أمريكا بحق أمريكا اللاتينية و كل دولة تسعى للنمو من دول العالم الثالث و دول شرق اسيا و الخليج و كل العرب ، فلها اليد الطولى في تحطيم كل مشروع اصلاح اما بعملائها من شرطة البلاد او جيشهم او من بارسال قواتها الخاصة لزرع الفتن او لارهاب فئة معينة او للاستعمار المباشر...و ما اكثر و افظع محاولات تهذيبها للشعوب السائرة نحو النمو كي لا تكون مثلا أعلى لجيرانها فيعم الصلاح و لا يبقى لامريكا وجود ، لان وجودها مقرون بالفوضى و الخلاف و الفقر و الفساد و الرشوة ...
جرائم بالملايين في كل العالم و أموال منهوبة و حقوق منتهكة في سبيل بقاء أمريكا و نعيم الأمريكي و خصوصا العم سام .
العم سام هو المخطط السياسي لكل الدول ، و هو العامل على الا يخرج احد من صفوف الطاعة ، و هو العامل على رفاه بلاده على حساب فقر الدول صاحبة الخيرات و سيدة الأرض .
بالنهاية و بعد تيقظ بعض الاحرار و اصبح من الصعب ترهيب الشعوب صار لزاما على العم تغيير الخطط ما دام الترهيب لم يعد نافعا ، فصار البديل عنها الدعاية و اشغال عقول الشعب بأمور أخرى غير ما يجب ان يهتموا لها و ايهامهم بحقائق من صنيعتهم ، و أخيرا فكرة العولمة اذ اصبح العالم قرية صغيرة فيصبح من السهل انتقال رؤوس الأموال على غرار بعض الأفكار الامريكية البائسة المفسدة كي يصبح العالم كله نموذج واحد للرجل الأمريكي سيء السمعة و رغم ان العالم اصبح مفتوحا لكونه قرية صغيرة غير انه بقي من المستحيل السماح بهجرة أي كان اليهم و كأن بلادهم قطعة من جنة ستلطخ بأرجل العابثين الأجانب بينما الخوف كله من تنامي عدد البشر بأعراق لا يتقبلها العم سام ، فقد سعوا طويلا لخفض نسبة النمو الديمغرافي للرجل الزنجي و الهندي و لن يرغبوا بأعراق جديدة تنافس الرجل الأبيض الأمريكي ، كما أنهم يخشون تدفق الأفكار و المعتقدات الجديدة التي قد تجعل الرجل الأمريكي نفسه يقبل على التغيير ليكون افضل أخلاقيا فيتخلص من استهلاك المخدرات التي تجعل منه رجلا غير واع و غير مبال و يطالب يوما بتغيير العم سام.
كتاب يفتح الاعين كبيرة على أن التغيير لا يبدأ من القاعدة و من الشعب و انما يبدأ من القادة و رجال السياسة الذين يجب أن يعملوا لصالح الشعب بإصلاح منظومة التعليم و الصحة و الاقتصاد .
كما يفقد الامل في غد أفضل ما دامت أمريكا على رأس العالم و ما دامت تملك حق الفيتو و هي من الأساس لا تساهم في الإعانات و تستغل صندوق النقد الدولي كوسيلة للضغط على الدول لتكون تحت سيطرتها.
يقترح نعوم تشومسكي حلولا بسيطة و لا اعرف مدى جدواها :
-التعلم فلا حق و لا حرية بغير علم ولمعرفة الاصلح للبلاد ينبغي البحث و التقصي عنه
- تشكيل جمعيات لحقوق الانسان
-التظاهر السلمي و المسيرات
و لم يعد بعد هذه الحلول الضعيفة أي أمل في التغيير بعد معرفة ما يمكن للعم سام فعله بمعارضيه ، الا التشبث بالله و العيش مكتفيا قدر المستطاع بنظري .

أضف رد جديد

العودة إلى ”منتجع الكتب والمراجعات“