مع الناس

[جويدة]

مع الناس " لمؤلفه " على الطنطاوي

اسم الكتاب: "مع الناس " لمؤلفه " على الطنطاوي
عدد الصفحات المقروءة :296
الأطروحة:
يأخذنا هذا الكتاب الى عوالم الناس من حولنا أو بالأحرى ممن كانوا حول الكاتب، تلاميذه جيرانه، أساتذته، مشايخه، زملاؤه في التعليم والقضاء...وحتى الأشخاص الذين لم يعرفوه معرفة شخصية ولا هو عرفهم من قبل، وانما جمع بينهم توصل عبر الرسائل.
وغير الناس، هناك الأماكن، حتى شغف بها الكاتب من أنحاء الشام فراح في كثير من قصصه يصورها ويفصلها بنوع من الحنين والاعتزاز وحتى الرثاء وكأنه يقف على الاطلال، سعيدا مرة وآسفا أخرى على ما آلت اليه المدارس والمساجد والدور وما حل بعقول الناس وثقافتهم وما أصاب عقيدتهم من تأثر فتبدل فذوبان.
يشدد الكاتب في أكثر من قصة على ضرورة الزواج المبكر كوسيلة لإصلاح صدع المجتمع لتفادي كثيرا من أمراضه التي باتت تنخر جسد الأمة الإسلامية حتى تكاد أركانها تتداعى، وطالب مع هذا بحلول أخرى لتسهيل هذا الزواج كخفض المهور ورفع التكاليف الزائدة وتساهل الآباء لتسهيل جمع الرأسين بالحلال، بل و حتى إعادة النظر في المنظومة الدراسية لخفض سنوات الدراسة و تمكين الشباب من السعي لأرزاقهم كي يستطيعوا فتح بيوتهم
كما ناقش أمورا شتى من قضايا العصر، التي تستحق الطرح بأسلوب شيق يصلح للإلقاء المباشر
كنوع من النصح والإرشاد كمن يجلس على منبر أو يلقي درسا في محاضرة أو يعرض حصة على الإذاعة او التلفزيون.
أسلوب المؤلف السهل الممتنع اللذيذ، القريب الى عامة الناس، يجعل الكتاب مادة سهل استهلاكها طيب طعمها وتجعل نصائحه الممزوجة بين الجد والهزل تستقر في الأذن والقلب معا فلا تبرحهما الا لتترجم على شكل فعال.
يشعرنا الكاتب في أغلب الأحيان أنه أبانا وأننا اخوانه او أبناؤه، فلا يبقي على كلفة ولا على مسافة ولا على غموض، ويتحدث عن نفسه وان كان غير قاصد إياها كي ييسر الصعب ويقرب المستحيل.
بعض الكتب تشبه قرص الدواء وبعضها يشبه لمسة يد حانية وبعضها يسري على القلب وبعضها يغذي العقل ...أما هذا الكتاب فانه يشبه يد أب تضم يد ولده في ظلام الليل وهو يقوده بلطف الى ناصية الطريق حيث النور.