وفاء -جويدة (مسابقة قصتك بقلمي)
- جويدة
- عضو وفيّ للمنتجع
- مشاركات: 798
- اشترك في: 28 إبريل 2021, 11:28
وفاء -جويدة (مسابقة قصتك بقلمي)
أحيانا، حين نرغب بالحديث عن شخص نقدره، ويكون من وجهة نظرنا بطلا من زاوية ما، فإن أجمل الكلمات قد لا تصفه، ولا تفيه حقه، وقد تقف عاجزة عن احتواء بعض من جوانبه، وإن كان أكثر الناس ندين لهم بالمحبة والتقدير، فلأننا خبرناهم وعرفناهم عن سابق احتكاك أو سابق خبر يقين، لذا نمجد ذكراهم ونخلدهم في ذواتنا، فأمهاتنا وآباؤنا وبعض من إخوتنا ومعلمونا كلهم أبطال من هذا المنطلق ...غير أنه من النادر اتخاذ صديق بطلا، والأندر منه أن يكون مقدمه من العالم الافتراضي.
قصتي مع وفاء بدأت كفتيل صغير، حين كانت تعلق بود على رواية لي، وشعرت من خلال متابعتها أنها شخص يجيد الاهتمام، وتحركه المآسي، ولم تكن تعني لي حينها أكثر من ذلك.
بدأت هذه الفتاة تلبس دور البطولة حين تواصلت معي برغبة منها ومبادرة مني. إلى هذا الحد، لم تكن سوى فضولية لطيفة، لكنه من الشجاعة بنظري التعبير عن الرغبة في التواصل من شخص ما، لا نعرف ردود فعله ولا نواياه ...
بوقت غير بعيد من تعارفنا السطحي وقع خلاف جاد بيني و بين إحدى الغاليات ، حرب نفسية نتجت عن ضغوط شتى، فجرت الوضع و مزقت الأوتار الحساسة ،و كادت تودي بعلاقة جميلة يعتز كل مخلوق بتكوينها، و يحزن لتمزقها و موتها بفعل الشيطان و النفس المعتدة ...و تطوعت وفاء لإصلاح ذات البين و مداواة الجرحين الغائرين ،بأسلوب لين ذكي، و باقتراح فكرة رهيبة ، مفاوضة إياي أن تنسحب من حياتينا فتكون الأضحية لأجل عودة المياه لمجاريها ، حين خيّل إليها أن دخولها كطرف ثالث بيني و بين صديقتي هو ما سبّب الخلاف و أفسد الود ، و إن لم يتطلب الأمر منّا غير اعتذار صغير إلا أن فكرة الانسحاب و الخروج من الثالوث الذي كان يروقنا جميعا ،جعلني أعيد النظر بقيمة هذه الفتاة الغريبة و عقليتها المتفردة.
وإلى هذا الحد، لم تكن وفاء بطلة بعد ...فلنسمها «الفتاة اللطيفة جدا" من النوع المفيد والمبهج تواجدها في حياة أي منا.
حين نقترب من أحدهم ونصر على التدقيق في أكثر تفاصيله تعقيدا، يكون شعوره إما مستحبا حين يقابل الفضول بمثله وإلا تحول الأمر إلى نفورو استهجان حين يكون ذلك من طرف وحيد، مقابلا بالعزوف والإنكار، لكن الأمور بيننا سارت على نحو هادئ ولطيف حد المتعة، حتى صرت أشعر شيئا ما أن وفاء تحولت من فتاة افتراضية إلى صديقة غالية كباقي الغوالي اللواتي أتمسك بهن كعنصر حيوي جدا، اذ يشرق يومي بهن واستمد قوتي منهن، غير أن الفرق يكمن في سرعة اعتلائها عرش قلبي مقارنة بهن.
قرأت لها قصة يوما، فبدأت ملامح البطولة تغشو وجهها شيئا فشيئا، حين تلمست ولع حفيدة بجدها الذي بلغ مداه، وقد رسمت بها تفاصيل جد غاية في الصلاح والطيبة والورع، فكيف عساها تحبه ولا تقتدي به وكيف تكون منه ولا تكون مثله؟ ومن منا يتعثر بالصالحين ويرغب عنهم؟ إلا من سفه نفسه.
ربما بالغت حينها في محبتها، ربما وددت لو حللت محلها، وكان لي جد مثله، أنعم بدفء حضنه وعطف قلبه، فيكون مثلي الأعلى وأكون حفيدته المحظية ... وددت حقا لو كان لي نصيب من هذا، لا سيما أنني نشأت يتيمة الأب وقد فارق أجدادي كلهم الحياة قبل أن أولد بسنين.
ان الوفاء للجد حيا وميتا، هو أول ما جعل من وفاء شخصا مميزا جدا بالنسبة لي، وكان يبهرني ويحزنني للغاية في ذات الحين، لما راحت تفتش عن ملامحه في وجه صغيرها أوس، وكأنما تحلم أن يكون خليفته، وكأنما تأمل أن يولد لها جد من صميم الابن.
ثم قرأت قصة أخرى لبطلتي الصغيرة، تحكي عن تفاصيل حياتها العجيبة، وما شدني فيها أمران: صراحتها البالغة حد الجرأة، وإقبالها على الحياة دون خوف أو تردد، إذ في مغامرة عجيبة، تسافر وفاء رفقة أمها إلى بلد غريب بعيد عن كل جذورها ومعارفها، لتخوض تجربة فريدة تكلل في النهاية بالنجاح، وكأنها السندباد يدخل مدنا ويخوض مغامرات، وينجو من مصائب، ويفوز دائما.
كل هذا في كفة، أما قصة بطولتها العظيمة فتبدأ حين قررت العودة للعمل بعد انقطاع طويل، وما كانت لتقبل على أي وظيفة، ولكنها قبلت بتلك لقربها من المنزل حيث يمكنها الاطمئنان على صغيرها أوس الذي عهدت به إلى جدته للرعاية.
تخيلوا معي وفاء، وهي تخطو أولى خطواتها في مركز تحليل الدم، رافعة رأسها شامخا واثقة كل الثقة أنها ستستقبل أياما سعيدة، وستصنع عالما جديدا جميلا، وغدا مثمرا متوجا بالنجاحات والتفوق، تعين فيه العجزة والمحتاجين والمرضى والضعفاء والمقعدين، وتقاسم أجر كل ذلك -بكرم دعواتهم-جدها الحنون وأمها الطيبة.
لكنها تصطدم بعالم غير الذي تخيلته، ولا مثل الذي ودعته قبل الزواج، حين قرأت بعيون زملائها شيئا من الانزعاج والنفور منذ لحظاتها الأولى.
- لا بأس، لعلهم يشعرون بالغرابة إزائي لكوني جديدة...منت وفاء نفسها الأماني بغد أفضل يجعل من عشرتها لعشرائها لطيفة يمكن بلعها ولو على مضض وغضت البصر عن انطباعها الأول وحدسها السادس الذي لا يخيب في العادة.
"ابتسام" رئيسة الموظفين، كانت أكثرهم بؤسا وشرا، وكأنها خشيت أن تحل وفاء محلها بقلب المديرة أو مركزها، فكانت نظراتها المكشوفة من أول تواصل تنم عن كثير من الشر والخبث الذي لا مبرر له في الواقع سوى تصاغر النفس ضعف الحيلة وقلة العقل.
راحت الفتاة تراقب مهارة وفاء وتنكرها وكأنها تصر على ابقائها تحت المراقبة لتقزيم شأنها بينما لم تكن تضاهيها مهارة، فكان أن علقت على وفاء في شأن ما مشيرة الى الحقن بألوانها ولم تفوت وفاء فرصتها بصفعها مجازا إذ علمتها أسماء الحقن كلها والتي فات ابتسام تعلمها، ولأنها لم تكن من الملائكة، لم يرق لها أن يشار الى خطئها بالبنان، من قبل المتربصة الجديدة، فأسرّتها في نفسها وكظمت غيضها إلى حين.
أيام أخر، وترتكب ابتسام خطأ فادحا، بإغفال تسجيل اسم أحد المرضى على الحاسوب، وتلصق التهمة بالموظفة الجديدة متوقعة أنها ستلزم الصمت، خوفا من فقد منصبها، وببرودة أعصاب تدافع بطلتنا عن نفسها، وتكشف الغطاء عن الحقيقة ولا تبالي بالنتائج.
- ستكونين تحت عيني وفاء ...لن أفوت لك إذلالي أمام المديرة ...قالت ابتسام يقينا بقرارتها إذ انقدح الشرر جليا من عينيها.
مرت أيام أخر، وتلاحظ بطلتنا -التي لا تفوت شيئا يمر أمام عينيها الا وحللته كما تحلل دماء مرضاها-دخول شاب غريب عن المركز يرافق مريضا ...يوصله إلى ابتسام ...انه عميل بالتأكيد ... راقبت على الحاسوب معلومات المريض لتكتشف أنه دفع مبلغا أكبر من المطلوب لخدمته.
- تبا، يأخذون مبالغ إضافية من المرضى ليدفعوها للعملاء؟ لن أسكت عن هذا أبدا ...قالت وفاء، والدماء تغلي في عروقها وتتصبب عرقا حتى ضاقت بها الكمامة التي وضعتها غصبا لظروف كورونا القاهرة.
خطت بثبات نحو مكتب المديرة، وقدمت استقالتها بثبات عجيب، وعظمة مبهرة، هزت أركان المديرة وتبعثرت أفكارها لوجود شخص في هذا الزمن، يستقيل في فترة تربص، وفي فترة تتوق كل نفس للعمل للظروف الاقتصادية المزرية التي شملت العالم بأسره.
- لقد صدمتني وفاء، بالكاد بدأت العمل معنا، ألا تروقك الأجواء، أم تشعرين بالتعب، أم أن خلافك مع ابتسام هو ما دعاك للاستقالة بهذه السرعة؟
- كلا سيدتي، لدي أسباب أخرى بودي لو أعفى من ذكرها، أما ابتسام فإنها لا تهمني في شيء، وعن التعب فلا أشكو منه حقا، لأنه سبق لي العمل في مختبر أكبر.
- اعذريني يا وفاء، لن أعفيك من ذلك، ولن أقبل استقالتك، وصدقيني لقد أحببتك منذ اللحظة التي أجريت فيها المقابلة، أتصدقين أن تاريخ مولدنا واحد؟ لا بد أنها إشارة ربانية لكوننا سنتفق لتوافق تاريخ مولدنا.
- حسن، إن كنت تصرين، فإنه لا يروق لي التعامل مع العملاء وأن يحصلوا على أجرتهم من جيوب المرضى، وقد رأيت هذا بأم عيني منذ لحظات، وأنا وإن احتجت للعمل، فإنني أبدا لن أسمح للمال الحرام أن يلج بيتي ولا أن أمسه بيدي.
- مال حرام؟ من أين جئت بهذه الفكرة؟ كل المختبرات هنا تعمل بهذه الطريقة، حتى المختبر الذي كنت أعمل فيه قبل انشاء مختبري كان يتعامل بذات المنهاج، هكذا تعلمنا وبذا سنعمل.
- المختبر الذي كنت أعمل فيه لم يسمح بهكذا تعاملات أبدا، وصدقيني لم يكن يخلو من المرضى ولا من بركات دعواتهم ولم نحتج يوما لاستخلاص المال من جيوب أحدهم ومن عيونهم.
- سأعيد التفكير بالأمر عزيزتي، وأعدك ألا يتكرر هذا بعد اليوم، لكن عديني ألا تتخلي عنا.
- حسن، سأبقى على هذا الشرط.
كان الأمر أشبه بالحلم، أن تستجيب المديرة لقرار المتربصة وبهذه السهولة ومن أول نقاش، لا بد أن بالأمر خدعة، ربما خشيت أن تذيع وفاء سرها للعلن، ربما استحيت بلحظة ضعف أمام طهر وفاء وأمانتها ...لكنها وعدت بالتراجع عن مبدأ ربحي كانت قد ألفته دونما جدل ودونما تردد.
ولأيام أخر، سارت الأمور على نحو عجيب سلس بين وفاء وبقية الزملاء، حتى أن ابتسام حاولت ملاطفة وفاء وتوددت إليها بتصنع، وصار الجميع يدعوها لتناول الطعام برفقتهم على غير المعتاد، ولكن وفاء ظلت على عهدها من التحفظ والالتزام فبعيون ابتسام شيء يؤكد أنه لا يؤتمن جانبها ولا يوثق بودها...وكأنها تتبع تعاليم فوقية صارمة بضرورة حسن التعامل فلا تجيد الدور الجبري إلا قليلا.
وأيام أخر، يصل العميل السري ذاته إلى المركز يتأبط عجوزا منكسرة الخاطر ترتدي أسمالا بالية، ورغم ذلك يؤخذ من جيبها مبلغا ماليا دون أن تدري ليدس بحفظ في يد العميل.
منظر المرأة العجوز مزق قلب بطلتنا فوق ما يمكنها ويمكننا تخيله، فمثلها يفترض أن تداوى بالمجان، ومثلها يفترض أن ينتقل الطاقم الطبي كله إليها، رحمة وواجبا، فكيف تسحب هكذا كالذبيح، وتسلب أموالها دون أن تدري؟
فاضت عينا وفاء من منظر المرأة العجوز، ومن محاولة استغبائها من قبل المديرة، لحظة أوهمتها أنها ندمت على أكل أموال الناس بالباطل، فجاءتها مهرولة تخفي غضبها تهذبا وتطلب قبول استقالتها مجددا، فكان أن لقيت وجها غير الذي كان ...وجه جاف بلا تعابير، وقبلت استقالة وفاء على وجه السرعة وكأنها جرثومة ينبغي التخلص منها مخافة انتشار فكرة تحري المال الحلال بين موظفيها.
- نأسف على خسارتك يا وفاء ولكن، بما أنك تصرين على مغادرتنا فنحن لن نصر على بقائك، ستصلك أجرتك نهاية هذا الشهر.
- تعرفين أن المال هو آخر همي، فأنا لم أسألك عن قيمة أجرتي من يوم المقابلة إلى حد الساعة إن كنت تذكرين، وما كنت أنوي العمل في مركز غير الذي عملت فيه سابقا، ولكن قرب هذا المركز من بيتي حفزني للتجربة، أما والظروف هذه، فبيتي أولى بي، وإن احتجت لأي مساعدة مستقبلا فلن أخيب رجاءك إكراما للمرضى المتعبين ورحمة بهم.
ساد صمت غريب سمعت فيه أنفاس كلتا المرأتين بدقة وانسحبت وفاء باطمئنان وثقة أمام ناظري المديرة التي تمنت لو أنها رأت عيون القهر والإذلال بدل الفخر والسكينة
كانت نظرات ابتسام مستفزة للغاية، وكأنها طردت وفاء من عقر بيتها، ولكن بطلتنا التي صبرت على وقاحتها كثيرا، قررت أنه حان الوقت لمكافأتها بما تستحق، فبعد أن ودعت كل الزملاء بسعة صدر ومودة، همست في أذن ابتسام: "غير تلك الكاميرات المعلقة فوق رأسك وتخافين منها، هناك كاميرا أخرى فوقنا، أمثالك ينسونها...وداعا بلا شرف التعرف عليك".
غادرت وفاء المكان، رفقة تصفيقي الافتراضي خلف الحاسوب، لتلقى قرينها ينتظرها بابتسامة عريضة ويخبرها أنه فخور بها.
وفجّر حينها الفتيل الصغير قلبي محبة وتقديرا.
كان يا مكان في حديث الزمان، فتاة لم تختر لنفسها اسما، لكنها قررت أن يكون اسمها لها عنوانا
مهداة بكامل محبتي لوفاء المالكي
قصتي مع وفاء بدأت كفتيل صغير، حين كانت تعلق بود على رواية لي، وشعرت من خلال متابعتها أنها شخص يجيد الاهتمام، وتحركه المآسي، ولم تكن تعني لي حينها أكثر من ذلك.
بدأت هذه الفتاة تلبس دور البطولة حين تواصلت معي برغبة منها ومبادرة مني. إلى هذا الحد، لم تكن سوى فضولية لطيفة، لكنه من الشجاعة بنظري التعبير عن الرغبة في التواصل من شخص ما، لا نعرف ردود فعله ولا نواياه ...
بوقت غير بعيد من تعارفنا السطحي وقع خلاف جاد بيني و بين إحدى الغاليات ، حرب نفسية نتجت عن ضغوط شتى، فجرت الوضع و مزقت الأوتار الحساسة ،و كادت تودي بعلاقة جميلة يعتز كل مخلوق بتكوينها، و يحزن لتمزقها و موتها بفعل الشيطان و النفس المعتدة ...و تطوعت وفاء لإصلاح ذات البين و مداواة الجرحين الغائرين ،بأسلوب لين ذكي، و باقتراح فكرة رهيبة ، مفاوضة إياي أن تنسحب من حياتينا فتكون الأضحية لأجل عودة المياه لمجاريها ، حين خيّل إليها أن دخولها كطرف ثالث بيني و بين صديقتي هو ما سبّب الخلاف و أفسد الود ، و إن لم يتطلب الأمر منّا غير اعتذار صغير إلا أن فكرة الانسحاب و الخروج من الثالوث الذي كان يروقنا جميعا ،جعلني أعيد النظر بقيمة هذه الفتاة الغريبة و عقليتها المتفردة.
وإلى هذا الحد، لم تكن وفاء بطلة بعد ...فلنسمها «الفتاة اللطيفة جدا" من النوع المفيد والمبهج تواجدها في حياة أي منا.
حين نقترب من أحدهم ونصر على التدقيق في أكثر تفاصيله تعقيدا، يكون شعوره إما مستحبا حين يقابل الفضول بمثله وإلا تحول الأمر إلى نفورو استهجان حين يكون ذلك من طرف وحيد، مقابلا بالعزوف والإنكار، لكن الأمور بيننا سارت على نحو هادئ ولطيف حد المتعة، حتى صرت أشعر شيئا ما أن وفاء تحولت من فتاة افتراضية إلى صديقة غالية كباقي الغوالي اللواتي أتمسك بهن كعنصر حيوي جدا، اذ يشرق يومي بهن واستمد قوتي منهن، غير أن الفرق يكمن في سرعة اعتلائها عرش قلبي مقارنة بهن.
قرأت لها قصة يوما، فبدأت ملامح البطولة تغشو وجهها شيئا فشيئا، حين تلمست ولع حفيدة بجدها الذي بلغ مداه، وقد رسمت بها تفاصيل جد غاية في الصلاح والطيبة والورع، فكيف عساها تحبه ولا تقتدي به وكيف تكون منه ولا تكون مثله؟ ومن منا يتعثر بالصالحين ويرغب عنهم؟ إلا من سفه نفسه.
ربما بالغت حينها في محبتها، ربما وددت لو حللت محلها، وكان لي جد مثله، أنعم بدفء حضنه وعطف قلبه، فيكون مثلي الأعلى وأكون حفيدته المحظية ... وددت حقا لو كان لي نصيب من هذا، لا سيما أنني نشأت يتيمة الأب وقد فارق أجدادي كلهم الحياة قبل أن أولد بسنين.
ان الوفاء للجد حيا وميتا، هو أول ما جعل من وفاء شخصا مميزا جدا بالنسبة لي، وكان يبهرني ويحزنني للغاية في ذات الحين، لما راحت تفتش عن ملامحه في وجه صغيرها أوس، وكأنما تحلم أن يكون خليفته، وكأنما تأمل أن يولد لها جد من صميم الابن.
ثم قرأت قصة أخرى لبطلتي الصغيرة، تحكي عن تفاصيل حياتها العجيبة، وما شدني فيها أمران: صراحتها البالغة حد الجرأة، وإقبالها على الحياة دون خوف أو تردد، إذ في مغامرة عجيبة، تسافر وفاء رفقة أمها إلى بلد غريب بعيد عن كل جذورها ومعارفها، لتخوض تجربة فريدة تكلل في النهاية بالنجاح، وكأنها السندباد يدخل مدنا ويخوض مغامرات، وينجو من مصائب، ويفوز دائما.
كل هذا في كفة، أما قصة بطولتها العظيمة فتبدأ حين قررت العودة للعمل بعد انقطاع طويل، وما كانت لتقبل على أي وظيفة، ولكنها قبلت بتلك لقربها من المنزل حيث يمكنها الاطمئنان على صغيرها أوس الذي عهدت به إلى جدته للرعاية.
تخيلوا معي وفاء، وهي تخطو أولى خطواتها في مركز تحليل الدم، رافعة رأسها شامخا واثقة كل الثقة أنها ستستقبل أياما سعيدة، وستصنع عالما جديدا جميلا، وغدا مثمرا متوجا بالنجاحات والتفوق، تعين فيه العجزة والمحتاجين والمرضى والضعفاء والمقعدين، وتقاسم أجر كل ذلك -بكرم دعواتهم-جدها الحنون وأمها الطيبة.
لكنها تصطدم بعالم غير الذي تخيلته، ولا مثل الذي ودعته قبل الزواج، حين قرأت بعيون زملائها شيئا من الانزعاج والنفور منذ لحظاتها الأولى.
- لا بأس، لعلهم يشعرون بالغرابة إزائي لكوني جديدة...منت وفاء نفسها الأماني بغد أفضل يجعل من عشرتها لعشرائها لطيفة يمكن بلعها ولو على مضض وغضت البصر عن انطباعها الأول وحدسها السادس الذي لا يخيب في العادة.
"ابتسام" رئيسة الموظفين، كانت أكثرهم بؤسا وشرا، وكأنها خشيت أن تحل وفاء محلها بقلب المديرة أو مركزها، فكانت نظراتها المكشوفة من أول تواصل تنم عن كثير من الشر والخبث الذي لا مبرر له في الواقع سوى تصاغر النفس ضعف الحيلة وقلة العقل.
راحت الفتاة تراقب مهارة وفاء وتنكرها وكأنها تصر على ابقائها تحت المراقبة لتقزيم شأنها بينما لم تكن تضاهيها مهارة، فكان أن علقت على وفاء في شأن ما مشيرة الى الحقن بألوانها ولم تفوت وفاء فرصتها بصفعها مجازا إذ علمتها أسماء الحقن كلها والتي فات ابتسام تعلمها، ولأنها لم تكن من الملائكة، لم يرق لها أن يشار الى خطئها بالبنان، من قبل المتربصة الجديدة، فأسرّتها في نفسها وكظمت غيضها إلى حين.
أيام أخر، وترتكب ابتسام خطأ فادحا، بإغفال تسجيل اسم أحد المرضى على الحاسوب، وتلصق التهمة بالموظفة الجديدة متوقعة أنها ستلزم الصمت، خوفا من فقد منصبها، وببرودة أعصاب تدافع بطلتنا عن نفسها، وتكشف الغطاء عن الحقيقة ولا تبالي بالنتائج.
- ستكونين تحت عيني وفاء ...لن أفوت لك إذلالي أمام المديرة ...قالت ابتسام يقينا بقرارتها إذ انقدح الشرر جليا من عينيها.
مرت أيام أخر، وتلاحظ بطلتنا -التي لا تفوت شيئا يمر أمام عينيها الا وحللته كما تحلل دماء مرضاها-دخول شاب غريب عن المركز يرافق مريضا ...يوصله إلى ابتسام ...انه عميل بالتأكيد ... راقبت على الحاسوب معلومات المريض لتكتشف أنه دفع مبلغا أكبر من المطلوب لخدمته.
- تبا، يأخذون مبالغ إضافية من المرضى ليدفعوها للعملاء؟ لن أسكت عن هذا أبدا ...قالت وفاء، والدماء تغلي في عروقها وتتصبب عرقا حتى ضاقت بها الكمامة التي وضعتها غصبا لظروف كورونا القاهرة.
خطت بثبات نحو مكتب المديرة، وقدمت استقالتها بثبات عجيب، وعظمة مبهرة، هزت أركان المديرة وتبعثرت أفكارها لوجود شخص في هذا الزمن، يستقيل في فترة تربص، وفي فترة تتوق كل نفس للعمل للظروف الاقتصادية المزرية التي شملت العالم بأسره.
- لقد صدمتني وفاء، بالكاد بدأت العمل معنا، ألا تروقك الأجواء، أم تشعرين بالتعب، أم أن خلافك مع ابتسام هو ما دعاك للاستقالة بهذه السرعة؟
- كلا سيدتي، لدي أسباب أخرى بودي لو أعفى من ذكرها، أما ابتسام فإنها لا تهمني في شيء، وعن التعب فلا أشكو منه حقا، لأنه سبق لي العمل في مختبر أكبر.
- اعذريني يا وفاء، لن أعفيك من ذلك، ولن أقبل استقالتك، وصدقيني لقد أحببتك منذ اللحظة التي أجريت فيها المقابلة، أتصدقين أن تاريخ مولدنا واحد؟ لا بد أنها إشارة ربانية لكوننا سنتفق لتوافق تاريخ مولدنا.
- حسن، إن كنت تصرين، فإنه لا يروق لي التعامل مع العملاء وأن يحصلوا على أجرتهم من جيوب المرضى، وقد رأيت هذا بأم عيني منذ لحظات، وأنا وإن احتجت للعمل، فإنني أبدا لن أسمح للمال الحرام أن يلج بيتي ولا أن أمسه بيدي.
- مال حرام؟ من أين جئت بهذه الفكرة؟ كل المختبرات هنا تعمل بهذه الطريقة، حتى المختبر الذي كنت أعمل فيه قبل انشاء مختبري كان يتعامل بذات المنهاج، هكذا تعلمنا وبذا سنعمل.
- المختبر الذي كنت أعمل فيه لم يسمح بهكذا تعاملات أبدا، وصدقيني لم يكن يخلو من المرضى ولا من بركات دعواتهم ولم نحتج يوما لاستخلاص المال من جيوب أحدهم ومن عيونهم.
- سأعيد التفكير بالأمر عزيزتي، وأعدك ألا يتكرر هذا بعد اليوم، لكن عديني ألا تتخلي عنا.
- حسن، سأبقى على هذا الشرط.
كان الأمر أشبه بالحلم، أن تستجيب المديرة لقرار المتربصة وبهذه السهولة ومن أول نقاش، لا بد أن بالأمر خدعة، ربما خشيت أن تذيع وفاء سرها للعلن، ربما استحيت بلحظة ضعف أمام طهر وفاء وأمانتها ...لكنها وعدت بالتراجع عن مبدأ ربحي كانت قد ألفته دونما جدل ودونما تردد.
ولأيام أخر، سارت الأمور على نحو عجيب سلس بين وفاء وبقية الزملاء، حتى أن ابتسام حاولت ملاطفة وفاء وتوددت إليها بتصنع، وصار الجميع يدعوها لتناول الطعام برفقتهم على غير المعتاد، ولكن وفاء ظلت على عهدها من التحفظ والالتزام فبعيون ابتسام شيء يؤكد أنه لا يؤتمن جانبها ولا يوثق بودها...وكأنها تتبع تعاليم فوقية صارمة بضرورة حسن التعامل فلا تجيد الدور الجبري إلا قليلا.
وأيام أخر، يصل العميل السري ذاته إلى المركز يتأبط عجوزا منكسرة الخاطر ترتدي أسمالا بالية، ورغم ذلك يؤخذ من جيبها مبلغا ماليا دون أن تدري ليدس بحفظ في يد العميل.
منظر المرأة العجوز مزق قلب بطلتنا فوق ما يمكنها ويمكننا تخيله، فمثلها يفترض أن تداوى بالمجان، ومثلها يفترض أن ينتقل الطاقم الطبي كله إليها، رحمة وواجبا، فكيف تسحب هكذا كالذبيح، وتسلب أموالها دون أن تدري؟
فاضت عينا وفاء من منظر المرأة العجوز، ومن محاولة استغبائها من قبل المديرة، لحظة أوهمتها أنها ندمت على أكل أموال الناس بالباطل، فجاءتها مهرولة تخفي غضبها تهذبا وتطلب قبول استقالتها مجددا، فكان أن لقيت وجها غير الذي كان ...وجه جاف بلا تعابير، وقبلت استقالة وفاء على وجه السرعة وكأنها جرثومة ينبغي التخلص منها مخافة انتشار فكرة تحري المال الحلال بين موظفيها.
- نأسف على خسارتك يا وفاء ولكن، بما أنك تصرين على مغادرتنا فنحن لن نصر على بقائك، ستصلك أجرتك نهاية هذا الشهر.
- تعرفين أن المال هو آخر همي، فأنا لم أسألك عن قيمة أجرتي من يوم المقابلة إلى حد الساعة إن كنت تذكرين، وما كنت أنوي العمل في مركز غير الذي عملت فيه سابقا، ولكن قرب هذا المركز من بيتي حفزني للتجربة، أما والظروف هذه، فبيتي أولى بي، وإن احتجت لأي مساعدة مستقبلا فلن أخيب رجاءك إكراما للمرضى المتعبين ورحمة بهم.
ساد صمت غريب سمعت فيه أنفاس كلتا المرأتين بدقة وانسحبت وفاء باطمئنان وثقة أمام ناظري المديرة التي تمنت لو أنها رأت عيون القهر والإذلال بدل الفخر والسكينة
كانت نظرات ابتسام مستفزة للغاية، وكأنها طردت وفاء من عقر بيتها، ولكن بطلتنا التي صبرت على وقاحتها كثيرا، قررت أنه حان الوقت لمكافأتها بما تستحق، فبعد أن ودعت كل الزملاء بسعة صدر ومودة، همست في أذن ابتسام: "غير تلك الكاميرات المعلقة فوق رأسك وتخافين منها، هناك كاميرا أخرى فوقنا، أمثالك ينسونها...وداعا بلا شرف التعرف عليك".
غادرت وفاء المكان، رفقة تصفيقي الافتراضي خلف الحاسوب، لتلقى قرينها ينتظرها بابتسامة عريضة ويخبرها أنه فخور بها.
وفجّر حينها الفتيل الصغير قلبي محبة وتقديرا.
كان يا مكان في حديث الزمان، فتاة لم تختر لنفسها اسما، لكنها قررت أن يكون اسمها لها عنوانا
مهداة بكامل محبتي لوفاء المالكي
- وفاء
- مشرف عام
- مشاركات: 2720
- اشترك في: 28 إبريل 2021, 17:03
- مكان: المغرب
Re: وفاء -جويدة (مسابقة قصتك بقلمي)
الأولى^^
- نجمة
- عضو ذهبيّ (1500+)
- مشاركات: 3722
- اشترك في: 28 إبريل 2021, 11:58
- مكان: جدة ...المملكة العربية السعودية
Re: وفاء -جويدة (مسابقة قصتك بقلمي)
الله الله
موقف نادر في زمن يصبح فيه كل حرام عادي
موقف يصف شخصية بطولية شجاعة
لن يعرفها الأ من تقرب منها وعرف خبايا نفسها جيدا
ممتنة لذكر هذا الموقف والي بيعرفني ع وفاء
الجميلة النقية أكثر
المشاعر بين السطور جلية
ومتخمة بالحب
آدام الله هذه الألفة
أحسنت مرة أخرى ي مبدعة ^-^
موقف نادر في زمن يصبح فيه كل حرام عادي
موقف يصف شخصية بطولية شجاعة
لن يعرفها الأ من تقرب منها وعرف خبايا نفسها جيدا
ممتنة لذكر هذا الموقف والي بيعرفني ع وفاء
الجميلة النقية أكثر
المشاعر بين السطور جلية
ومتخمة بالحب
آدام الله هذه الألفة
أحسنت مرة أخرى ي مبدعة ^-^
- فراشة سماوية
- عضو ذهبيّ (1500+)
- مشاركات: 1642
- اشترك في: 28 إبريل 2021, 20:09
Re: وفاء -جويدة (مسابقة قصتك بقلمي)
أحببت ما قرأت هنا..
قصة صراع بين الخير والشر
تنتهي بغلبة الخير و انتصاره و عدم خنوعه..
فليذهب كل شيء للجحيم في مقابل المبادئ والقيم ..
..
وفاء أو جويدة هلا وضحتما لي
كيف يأخذ العميل مالا؟ ومن هو العميل هنا وما دوره؟
تحياتي^^
قصة صراع بين الخير والشر
تنتهي بغلبة الخير و انتصاره و عدم خنوعه..
فليذهب كل شيء للجحيم في مقابل المبادئ والقيم ..
..
وفاء أو جويدة هلا وضحتما لي
كيف يأخذ العميل مالا؟ ومن هو العميل هنا وما دوره؟
تحياتي^^
- وفاء
- مشرف عام
- مشاركات: 2720
- اشترك في: 28 إبريل 2021, 17:03
- مكان: المغرب
Re: وفاء -جويدة (مسابقة قصتك بقلمي)
لا أجد كلمات تصف إحساسي وأنا أقرأ ما كتبت عني، هذا كثير في حقي ياغالية. أخجلت غروري وليس تواضعي فقط ههه.
عندما أتذكر تلك الفترة أول مايخطر على بالي هو مساعدتك المعنوية لي كنت وزوجي وزوجك أيضا جنود الخفاء في معركتي، التي انتصرت فيها بفضلكم بعد الله تعالى.
عندما أتذكر تلك الفترة أول مايخطر على بالي هو مساعدتك المعنوية لي كنت وزوجي وزوجك أيضا جنود الخفاء في معركتي، التي انتصرت فيها بفضلكم بعد الله تعالى.
- وفاء
- مشرف عام
- مشاركات: 2720
- اشترك في: 28 إبريل 2021, 17:03
- مكان: المغرب
Re: وفاء -جويدة (مسابقة قصتك بقلمي)
هناك مراكز للإسعافات الأولية يكون صاحبها ممرض أو ممرضة مرخص له لمعالجة الحالات العادية كالجروح والحروق أو الأكسجين أو الحقن، وبعضهم يكون في مناطق بعيدة عن وسط المدينة حيث المختبرات فيأخذ هو عينة من دم المريض ويوصلها للمختبر فيأخذ منه مبلغا ويدفع للمختبر أقل من ذلك المبلغ، أو يقترح على المريض مصاحبته للمختبر للإعتناء به في الطريق أو يوهمه أنه سيتوسط له لخفض السعر أو لتكون النتيجة مضمونة...وهناك مثلا يكون الثمن 1000 درهم فيطلب من المريض 1200 يدفع ثمن التحاليل ويأخذ 200 إضافة إلى المبلغ الذي سيدفعه له المريض على مرافقته.(انا سيئة في الشرح)فراشة سماوية كتب: ↑17 نوفمبر 2022, 17:49
..
وفاء أو جويدة هلا وضحتما لي
كيف يأخذ العميل مالا؟ ومن هو العميل هنا وما دوره؟
تحياتي^^
- فراشة سماوية
- عضو ذهبيّ (1500+)
- مشاركات: 1642
- اشترك في: 28 إبريل 2021, 20:09
Re: وفاء -جويدة (مسابقة قصتك بقلمي)
ممممم بل شرحك كاف وافوفاء كتب: ↑17 نوفمبر 2022, 18:24هناك مراكز للإسعافات الأولية يكون صاحبها ممرض أو ممرضة مرخص له لمعالجة الحالات العادية كالجروح والحروق أو الأكسجين أو الحقن، وبعضهم يكون في مناطق بعيدة عن وسط المدينة حيث المختبرات فيأخذ هو عينة من دم المريض ويوصلها للمختبر فيأخذ منه مبلغا ويدفع للمختبر أقل من ذلك المبلغ، أو يقترح على المريض مصاحبته للمختبر للإعتناء به في الطريق أو يوهمه أنه سيتوسط له لخفض السعر أو لتكون النتيجة مضمونة...وهناك مثلا يكون الثمن 1000 درهم فيطلب من المريض 1200 يدفع ثمن التحاليل ويأخذ 200 إضافة إلى المبلغ الذي سيدفعه له المريض على مرافقته.(انا سيئة في الشرح)فراشة سماوية كتب: ↑17 نوفمبر 2022, 17:49
..
وفاء أو جويدة هلا وضحتما لي
كيف يأخذ العميل مالا؟ ومن هو العميل هنا وما دوره؟
تحياتي^^
فهمتك يا وفاء..
يتاجرون بكل شيء حتى الصحة..
عوضك الله عملا كريما
و رزقا حلالا..
- محمد كنجو
- عضو ذهبيّ (1500+)
- مشاركات: 5663
- اشترك في: 29 إبريل 2021, 12:24
Re: وفاء -جويدة (مسابقة قصتك بقلمي)
بارك الله بك أخت جويدة قصة مؤثرة لا أجد رد مناسب يفيها حقها لما حملته من معان سامية ومشاعر نبيلة وأحداث وعبر من صلب الحياة تشد الأنفاس وتخطف القلوب وكلنا مر أو يمر بما يشبهها بشكل أو بأخر وأروع مافيها أن العالم الإفتراضي ممكن أن يكون وسيلة تقارب نافعة ويجمع الرائعين أمثالك وأمثال الأخت وفاء على كل مافيه خير في الحياة الواقعية .
- حمزة إزمار
- مشرف عام
- مشاركات: 1114
- اشترك في: 28 إبريل 2021, 07:13
- مكان: المغرب
- اتصال:
Re: وفاء -جويدة (مسابقة قصتك بقلمي)
قصة نبيلة، وهي قصة كما قال من سبقني، بين الخير والشر، حيث الخير واضح والشر واضح، دون الحاجة لرسم شخصيات رمادية..
ماذا أقول؟
في الحقيقة لغتك متينة ورصينة، عجيبة في سبكها، لديك اهتمام باللغة -أو هذا ما شعرت به- من خلال القراءة.
بطلة القصة كانت موفقة جدًا، من خلال ما أبدته من مواقف نبيلة في مواجهة رئيسة الممرضين، ثم المديرة (الشريرة) ^^
أحسنت جويدة، بارك الله فيك، وجعلك ممن يقفون في وجه الباطل.
ماذا أقول؟
في الحقيقة لغتك متينة ورصينة، عجيبة في سبكها، لديك اهتمام باللغة -أو هذا ما شعرت به- من خلال القراءة.
بطلة القصة كانت موفقة جدًا، من خلال ما أبدته من مواقف نبيلة في مواجهة رئيسة الممرضين، ثم المديرة (الشريرة) ^^
أحسنت جويدة، بارك الله فيك، وجعلك ممن يقفون في وجه الباطل.
- علي مهلهل
- عضو متطور
- مشاركات: 427
- اشترك في: 05 سبتمبر 2021, 22:12
Re: وفاء -جويدة (مسابقة قصتك بقلمي)
قصه وموقف بطولي فعلا
قصه بتأكيد جميله ولا تمل
وهذا يعود لوصفك للحادثه بشكل جميل
موقف الأخت وفاء بطولي وليس كل شخص يمكن أن يفعله
أنا جوابي سيكون لا شأن لي
لا يمكنني تغير العالم لكن يمكنني تغير نفسي للأسف أن يكون مثل هؤلاء بيننا لكن مهما صار لن يتغير العالم
يعطيك العافيه
قصه بتأكيد جميله ولا تمل
وهذا يعود لوصفك للحادثه بشكل جميل
موقف الأخت وفاء بطولي وليس كل شخص يمكن أن يفعله
أنا جوابي سيكون لا شأن لي
لا يمكنني تغير العالم لكن يمكنني تغير نفسي للأسف أن يكون مثل هؤلاء بيننا لكن مهما صار لن يتغير العالم
يعطيك العافيه
- منيرة
- مشرف عام
- مشاركات: 8560
- اشترك في: 28 إبريل 2021, 03:36
- مكان: الجزائر
Re: وفاء -جويدة (مسابقة قصتك بقلمي)
سلام عليكم جويدة
قصة رائعة والأروع أنها حقيقية
ورغم أني اعرف وفاء^^، فأول مرة أتعرف على هذه المواقف النبيلة التي تميز شخصيتها المرحة .
الخاتمة ممتازة (كان يا مكان في حديث الزمان، فتاة لم تختر لنفسها اسما، لكنها قررت أن يكون اسمها لها عنوانا)
وهذه العبارات
"غير تلك الكاميرات المعلقة فوق رأسك وتخافين منها، هناك كاميرا أخرى فوقنا، أمثالك ينسونها...وداعا بلا شرف التعرف عليك".
مقدرتك على السرد دائما تدهشني جويدة ^^
أحسنت وبالتوفيق
قصة رائعة والأروع أنها حقيقية
ورغم أني اعرف وفاء^^، فأول مرة أتعرف على هذه المواقف النبيلة التي تميز شخصيتها المرحة .
الخاتمة ممتازة (كان يا مكان في حديث الزمان، فتاة لم تختر لنفسها اسما، لكنها قررت أن يكون اسمها لها عنوانا)
وهذه العبارات
"غير تلك الكاميرات المعلقة فوق رأسك وتخافين منها، هناك كاميرا أخرى فوقنا، أمثالك ينسونها...وداعا بلا شرف التعرف عليك".
مقدرتك على السرد دائما تدهشني جويدة ^^
أحسنت وبالتوفيق
- منيرة
- مشرف عام
- مشاركات: 8560
- اشترك في: 28 إبريل 2021, 03:36
- مكان: الجزائر
Re: وفاء -جويدة (مسابقة قصتك بقلمي)
اعتذر مجدد وامام الجميع جويدة عن إنفعالي العاطفي الشديد ذلك اليوم ^^ المذكور في القصة .
والله يعلم كم اقدرك وأحترمك وأحبك
الحمد لله أنك رفضت وفاء ك ( أضحية ) ههههههه لن ننال منها إلا العظم هههههههههه
والله يعلم كم اقدرك وأحترمك وأحبك
الحمد لله أنك رفضت وفاء ك ( أضحية ) ههههههه لن ننال منها إلا العظم هههههههههه
- منيرة
- مشرف عام
- مشاركات: 8560
- اشترك في: 28 إبريل 2021, 03:36
- مكان: الجزائر
Re: وفاء -جويدة (مسابقة قصتك بقلمي)
بالنسبة لطول القصة كان يمكن الإستغناء عن بعض التفاصيل
دون أن يكون لها تأثير كبير .
......
لو كتبت وفاء قصة عن نفسها ما كانت لتجيد ذلك مثلما فعلت
أحسنت جويدة الغالية ^^
دون أن يكون لها تأثير كبير .
......
لو كتبت وفاء قصة عن نفسها ما كانت لتجيد ذلك مثلما فعلت
أحسنت جويدة الغالية ^^
- جويدة
- عضو وفيّ للمنتجع
- مشاركات: 798
- اشترك في: 28 إبريل 2021, 11:28
Re: وفاء -جويدة (مسابقة قصتك بقلمي)
و الله تستحق وفاء الاشادة بها فقد صنعت بطولتها بافعالها و ما كنت الا شاهدة على الحدث و ناقلة للحقيقةنجمة كتب: ↑17 نوفمبر 2022, 15:59 الله الله
موقف نادر في زمن يصبح فيه كل حرام عادي
موقف يصف شخصية بطولية شجاعة
لن يعرفها الأ من تقرب منها وعرف خبايا نفسها جيدا
ممتنة لذكر هذا الموقف والي بيعرفني ع وفاء
الجميلة النقية أكثر
المشاعر بين السطور جلية
ومتخمة بالحب
آدام الله هذه الألفة
أحسنت مرة أخرى ي مبدعة ^-^
ادام الله محبتنا في الله جميعا
شاكرة لك لطف مرورك
- جويدة
- عضو وفيّ للمنتجع
- مشاركات: 798
- اشترك في: 28 إبريل 2021, 11:28
Re: وفاء -جويدة (مسابقة قصتك بقلمي)
فليذهب كل شيء للجحيم و لتحيا المبادىء و القيم ...فعلافراشة سماوية كتب: ↑17 نوفمبر 2022, 17:49 أحببت ما قرأت هنا..
قصة صراع بين الخير والشر
تنتهي بغلبة الخير و انتصاره و عدم خنوعه..
فليذهب كل شيء للجحيم في مقابل المبادئ والقيم ..
..
وفاء أو جويدة هلا وضحتما لي
كيف يأخذ العميل مالا؟ ومن هو العميل هنا وما دوره؟
تحياتي^^
قد سبقتني وفاء لشرح دور العملاء اللاانساني الجشع في ساب اموال الناس بغير حق و هو ما اعترضت عليه وفاؤنا و ضحت لاجل مبدئها بلا حسرة ...لا زلت اصفق لها باعماق قلبي كفيلم جانقو حين تصفق له زوجته و هو يفجر بيت الاشرار ...تلك تصفيقتي الحارة كلما تذكرت الموقف ...وفاء فخر لكل من يعرفها
رحم الله من رباها
- جويدة
- عضو وفيّ للمنتجع
- مشاركات: 798
- اشترك في: 28 إبريل 2021, 11:28
Re: وفاء -جويدة (مسابقة قصتك بقلمي)
من غير مبالغة ...انت بطلة بنظري و لست بطلة قصة عابرة و سابقى اذكرك ما دامت ذاكرتي تعمل ...قبل ان اصاب بالخرف و نحن لم نفعل شيئا مقارنة بموقفك و تحديك و اختيارك للصح و تضحيتك بكل شيء مقابل معتقدك ...انا فخورة بك عزيزتي و احسد امك عليك .
- جويدة
- عضو وفيّ للمنتجع
- مشاركات: 798
- اشترك في: 28 إبريل 2021, 11:28
Re: وفاء -جويدة (مسابقة قصتك بقلمي)
نعم...اروع ما في الامر ان العالم الافتراضي قد يجمع بين الناس على الواقع و كفى بنا مثلا انا منيرة اذ اجتمعنا ذات حادثة على الواقع و ان كان اجتماعنا قصيرا و حزينا و لكنه حمل بطياته كثيرا من المشاعر الصادقة و ها هي كنانة صديقتي الاولى بلغت علاقتنا التسع سنين و فضلها علي كبييير جدا و حلمي و امنيتي ان نجتمع يوما في الواقع و ان قدر الله سيحصل .محمد كنجو كتب: ↑17 نوفمبر 2022, 21:01 بارك الله بك أخت جويدة قصة مؤثرة لا أجد رد مناسب يفيها حقها لما حملته من معان سامية ومشاعر نبيلة وأحداث وعبر من صلب الحياة تشد الأنفاس وتخطف القلوب وكلنا مر أو يمر بما يشبهها بشكل أو بأخر وأروع مافيها أن العالم الإفتراضي ممكن أن يكون وسيلة تقارب نافعة ويجمع الرائعين أمثالك وأمثال الأخت وفاء على كل مافيه خير في الحياة الواقعية .
- جويدة
- عضو وفيّ للمنتجع
- مشاركات: 798
- اشترك في: 28 إبريل 2021, 11:28
Re: وفاء -جويدة (مسابقة قصتك بقلمي)
اقول و قولي صادق ان اسلوبك يفوق اسلوبي باشواط فلا عجب في سبكي و لكن لطف منك قول هذا .حمزة إزمار كتب: ↑18 نوفمبر 2022, 11:36 قصة نبيلة، وهي قصة كما قال من سبقني، بين الخير والشر، حيث الخير واضح والشر واضح، دون الحاجة لرسم شخصيات رمادية..
ماذا أقول؟
في الحقيقة لغتك متينة ورصينة، عجيبة في سبكها، لديك اهتمام باللغة -أو هذا ما شعرت به- من خلال القراءة.
بطلة القصة كانت موفقة جدًا، من خلال ما أبدته من مواقف نبيلة في مواجهة رئيسة الممرضين، ثم المديرة (الشريرة) ^^
أحسنت جويدة، بارك الله فيك، وجعلك ممن يقفون في وجه الباطل.
ان بطلتنا لم تحتج لحروفي لتكون بطلة ...انها حقا تستحق و ليتها كانت من نصيبك في القرعة كي اراها اجمل و اعظم
اشكر مرورك و تعليقك اللطيف اخي حمزة
- جويدة
- عضو وفيّ للمنتجع
- مشاركات: 798
- اشترك في: 28 إبريل 2021, 11:28
Re: وفاء -جويدة (مسابقة قصتك بقلمي)
ربما كنت ستقول لا شان لي ..لكنك حتما لن تقبل بالوضع يوما ما ..او هكذا يهيأ لي ...بما انك مقتنع بضرورة تغيير النفس فالعالم سيتغير و ان كان بوقت ابطأ.علي مهلهل كتب: ↑19 نوفمبر 2022, 10:50 قصه وموقف بطولي فعلا
قصه بتأكيد جميله ولا تمل
وهذا يعود لوصفك للحادثه بشكل جميل
موقف الأخت وفاء بطولي وليس كل شخص يمكن أن يفعله
أنا جوابي سيكون لا شأن لي
لا يمكنني تغير العالم لكن يمكنني تغير نفسي للأسف أن يكون مثل هؤلاء بيننا لكن مهما صار لن يتغير العالم
يعطيك العافيه
كلنا يحلم بتغيير العالم و يظن انه عاجز عن ذلك و كفى بنا انفسنا و أهلونا
شكرا للطف مرورك اخي علي و على تعليقك الصادق
- جويدة
- عضو وفيّ للمنتجع
- مشاركات: 798
- اشترك في: 28 إبريل 2021, 11:28
Re: وفاء -جويدة (مسابقة قصتك بقلمي)
العبارة التي قالتها في القصة هي ذاتها التي قالتها في الواقع و قد استعنت بها حرفيا لقوتها ...ادام الله دهشتك من سردي عزيزتيمنيرة كتب: ↑19 نوفمبر 2022, 14:07 سلام عليكم جويدة
قصة رائعة والأروع أنها حقيقية
ورغم أني اعرف وفاء^^، فأول مرة أتعرف على هذه المواقف النبيلة التي تميز شخصيتها المرحة .
الخاتمة ممتازة (كان يا مكان في حديث الزمان، فتاة لم تختر لنفسها اسما، لكنها قررت أن يكون اسمها لها عنوانا)
وهذه العبارات
"غير تلك الكاميرات المعلقة فوق رأسك وتخافين منها، هناك كاميرا أخرى فوقنا، أمثالك ينسونها...وداعا بلا شرف التعرف عليك".
مقدرتك على السرد دائما تدهشني جويدة ^^
أحسنت وبالتوفيق
يعيدة لمرورك الجميل
- جويدة
- عضو وفيّ للمنتجع
- مشاركات: 798
- اشترك في: 28 إبريل 2021, 11:28
Re: وفاء -جويدة (مسابقة قصتك بقلمي)
لم بكن عليك الاعتذار و امام الجميع طالما لم تقع الواقعة امامهم..لقد احرجتني و انت تعلمين محبتي لك و لولا ذلك ما دامت صداقتنا طول هذه السنين.
ما كنت لاقبل تضحية زفاء المجنونة لان منطقها احيانا يكون غير منطقي ...اظن جميعنا في المنتجع بمتلك شيئا من الجنون قل او كثر ..لذا لا جناح علينا ان اخطأنا .
- جويدة
- عضو وفيّ للمنتجع
- مشاركات: 798
- اشترك في: 28 إبريل 2021, 11:28
Re: وفاء -جويدة (مسابقة قصتك بقلمي)
نعم قد وجدت انها طويلة و لكنها محطات لميلاد بطلتنا في قلبي و كان لا بد من ذكرها بنظري .
و طبعا لن يجيد احد كتابة شيئ بطولي عن نفسه ..سيغالي و يتهمه الناس بالغرور او يبسط الامور فيتهمونه بالتواضع المصطنع ...الاجدر ان يكتب عنه غيره كي لا يكون له يد في الصورة ...و سعيدة ان ذلك راق لوفاء
- علي مهلهل
- عضو متطور
- مشاركات: 427
- اشترك في: 05 سبتمبر 2021, 22:12
Re: وفاء -جويدة (مسابقة قصتك بقلمي)
بتأكيد لن أقبل لكن لا أملك الشجاعه لأرمي إستقالتي مع أنني أجدها الطريقه الصحيحهجويدة كتب: ↑19 نوفمبر 2022, 21:08ربما كنت ستقول لا شان لي ..لكنك حتما لن تقبل بالوضع يوما ما ..او هكذا يهيأ لي ...بما انك مقتنع بضرورة تغيير النفس فالعالم سيتغير و ان كان بوقت ابطأ.علي مهلهل كتب: ↑19 نوفمبر 2022, 10:50 قصه وموقف بطولي فعلا
قصه بتأكيد جميله ولا تمل
وهذا يعود لوصفك للحادثه بشكل جميل
موقف الأخت وفاء بطولي وليس كل شخص يمكن أن يفعله
أنا جوابي سيكون لا شأن لي
لا يمكنني تغير العالم لكن يمكنني تغير نفسي للأسف أن يكون مثل هؤلاء بيننا لكن مهما صار لن يتغير العالم
يعطيك العافيه
كلنا يحلم بتغيير العالم و يظن انه عاجز عن ذلك و كفى بنا انفسنا و أهلونا
شكرا للطف مرورك اخي علي و على تعليقك الصادق
يعطيك العافيه أحترم كثير أصحاب الفكر الذي لا يقبلون الخطأ على غيرهم مثل أنفسهم