جاء في حديث نبوي يحفظه الجميع يقول فيه صلى الله عليه وسلم: "خيركم خيركم لأهله" وقد يبدو هذا غريبا وملفتًا للنظر إذ أن الرجل السوي لا يحتاج إلى من يذكره بأن يحسن لأهله وأنهم أولى بالإحسان من غيرهم!
ثم بعد النظر إلى أفعال الناس وجدت أن معظمهم يوجّه خيره وفضله وحُسن خلقه للناس بشكل أكبر من الأهل.. وتساءلت عن هذا السلوك الغريب، وعندما تأملته وجدت الأسباب واضحة وهي تنطبق على كل من الرجل والمرأة، فالإحسان للغير يبدو أيسر وأحبّ للنفس من الإحسان للأهل وخدمتهم. ووجدت أن الرجال يشتكون من فقدان الشغف عند نسائهم لخدمتهم والإحسان إليهم وكذلك النساء يشتكون من الرجال وقد وردتني شكاوى من رجال ونساء على هذه الصفحة كل يشتكي على رفيقه دون أن يبذلوا جهدًا للتفكير بالأسباب.
سبب المشكلة الرئيسي برأيي هو انعدام التقدير، فكل من الرجل والمرأة ينتظر من الآخر أن يكون مُحسنا وخدومًا دون أن يُصدر ردة فعل تعبر عن الشكر والتقدير وكلٌّ يعتبر أن الآخر يقوم بواجبه وأن هذا أمر اعتيادي وواجب لا يستوجب الشكر والتقدير وهذا ما يجعله يفضل الإحسان للغير فهم من أجل خدمة صغيرة يسيرة قد يمطرونه بوابل من كلمات التحفيز والشكر والتقدير وحفظ المعروف، إضافة إلى أن ذلك الإحسان للغير يتم التعامل معه كأنه معروف وعمل طيب يجب أن يتم رده مستقبلًا.
ما هو الحل؟
أن يستشعر المسلم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "خيركم خيركم لأهله" وأن يعلم أن الإحسان للأهل أجره بلوغ الدرجات العالية عند الله وأن ثواب الله خير من الجزاء العاجل الذي قد يتلقاه من الغريب من الدنيا. وأن إهمال الأهل عواقبه وخيمة قد تصل إلى تفكك الأسر وضياع الأبناء وفتح أبواب الفاحشة ومقدماتها والعياذ بالله.
أن نعتاد على شكر الله والامتنان وتذكر النعم، وقد تكون ثمرة شكر الله أن نستذكر شكر من حولنا والثناء عليهم وإشعارهم بأهميتهم واختيار أفضل أسلوب للطلب منهم وأن لا نشعرهم أن فعلهم هذا واجبهم وأنه تحصيل حاصل، وأن نخبرهم بأننا ممتنون للجهد الذي يبذلونه معنا والدعاء لهم بالعافية والتوفيق أمامهم والتعامل معهم كغريب أسدى لك معروفًا يستوجب منك تحفيزه وشكره. وكم هو مهم أن لا نترك مجالاً للشيطان بأن يخبرنا بأن الطرف الآخر قد يستكبر ويعتبر نفسه مهما إن تعاملنا معه بإحسان - ولا أدري ما المشكلة في أن تشعر من يعيش معك ويخدمك بأنه مهم وأنك لا تستغني عنه.
لا تهمل الآخرين، لا تكن سيئا مع الآخرين، فالفضل في الإحسان إلى كل الناس ثابت وواضح، ولكن إياك أن تغتر بما تفعله في بساتين غيرك، وتترك بستانك بلا رعاية كافية تفوق كل رعاية وكل اهتمام.
لماذا يفقد الرجل الشغف للإحسان لأهل بيته؟ - منقول
- خالد
- مدير المنتدى
- مشاركات: 2769
- اشترك في: 27 إبريل 2021, 22:19
- مكان: المغرب
- اتصال:
- حمزة إزمار
- مشرف عام
- مشاركات: 1114
- اشترك في: 28 إبريل 2021, 07:13
- مكان: المغرب
- اتصال:
Re: لماذا يفقد الرجل الشغف للإحسان لأهل بيته؟ - منقول
الحقيقة، إنَّ ما يجعل المرء يتصرَّف هكذا، إنَّما يكونُ سببه الأول هو الاعتياد، فالاعتياد على الشيء أو الشخص يفقد حتما التميَّز الذي فيه، لذلك من الصعب أن يحافظ الإنسان على ما ذكرت، إلَّا بعد طول ترويض للنفس على ذلك.
نسأل الله أن نكون ممن يحسن إلى أهلينا من والدينا وأخواتنا وأزوجنا..
نسأل الله أن نكون ممن يحسن إلى أهلينا من والدينا وأخواتنا وأزوجنا..
- خالد
- مدير المنتدى
- مشاركات: 2769
- اشترك في: 27 إبريل 2021, 22:19
- مكان: المغرب
- اتصال:
Re: لماذا يفقد الرجل الشغف للإحسان لأهل بيته؟ - منقول
آمين.. لستُ أنا الكاتب هنا. لكني وجدته تحليلا جيدا، بالإضافة إلى التعود الذي ذكرت، هناك نقص الامتنان او انعدامه وهو ما يُشعر الباذل بعبثية ما يقوم به، وهو ليس كذلك.لكن النفس البشرية - كما تعلم - تغضب وتحاسب على ردات الفعل وتسيء الظن وتنتقم ولا تعفو إلا قليلا.. أصلحنا الله وإياكم.
- نجمة
- عضو ذهبيّ (1500+)
- مشاركات: 3722
- اشترك في: 28 إبريل 2021, 11:58
- مكان: جدة ...المملكة العربية السعودية
Re: لماذا يفقد الرجل الشغف للإحسان لأهل بيته؟ - منقول
البيئة والتربية
الأسرة التي يخرج منها
سواء الرجل او المرأة
هي الي غالبا تحدد التعامل
كثير نشوف نساء
تمطر زوجها بعبارات الثناء والشكر والمدح كمان
لأنه غالبا تجد تربية المرأة من هذه الناحية مضاعفة
بينما الرجل يتم التهاون معه وطبيعته الجلفة مكملة الباقي
مقال جميل
يعطيك العافية اخي
الأسرة التي يخرج منها
سواء الرجل او المرأة
هي الي غالبا تحدد التعامل
كثير نشوف نساء
تمطر زوجها بعبارات الثناء والشكر والمدح كمان
لأنه غالبا تجد تربية المرأة من هذه الناحية مضاعفة
بينما الرجل يتم التهاون معه وطبيعته الجلفة مكملة الباقي
مقال جميل
يعطيك العافية اخي
- منيرة
- مشرف عام
- مشاركات: 8560
- اشترك في: 28 إبريل 2021, 03:36
- مكان: الجزائر
Re: لماذا يفقد الرجل الشغف للإحسان لأهل بيته؟ - منقول
لا تهمل الآخرين، لا تكن سيئا مع الآخرين، فالفضل في الإحسان إلى كل الناس ثابت وواضح، ولكن إياك أن تغتر بما تفعله في بساتين غيرك، وتترك بستانك بلا رعاية كافية تفوق كل رعاية وكل اهتمام.
مقال مهم احسنت بنقله خالد
الردود زادته غنى ^^
مقال مهم احسنت بنقله خالد
الردود زادته غنى ^^