ومضات - (رفعت خالد)
- خالد
- مدير المنتدى
- مشاركات: 2769
- اشترك في: 27 إبريل 2021, 22:19
- مكان: المغرب
- اتصال:
ومضات - (رفعت خالد)
ضجيج الحي
دوما هناك ضجيج عارم بالحي الذي أقطن فيه.. منذ تباشير الصباح وحتى ساعات بعد منتصف الليل أسمع الصبية يركضون، والنساء يتشاجرن، وأرى الرؤوس الفضولية تطل من النوافذ والأسطح.. مهرجان أبدي.
هذا معروف، وقد ألفته خلاياي العصبية.. ولكن لماذا لا أسمع شيئا الآن، وقد استيقظت لتوي من قيلولة بعد الغذاء ؟ ولماذا أرى من نافذة بيتي منازل الحي ونوافذها مفتوحة تماما.. خالية تماما !
– – –
المستحيل
ما أغرب خيالنا وما أسخفه أحيانا ! وليس بأدل على ذلك من الأحلام والكوابيس التي تراودنا نياما ومتيقظين..
الآن مثلا.. لماذا أتخيل – وأنا مستلق بسريري أنتظر الكرى في غرفتي المظلمة – يدا تمتد من إطار النافذة، هذا مستحيل.. مستحيل عندي على الأقل، ولكن ماذا لو حدث هذا المستحيل ؟ إذن لفهمت أنه لم يكن (مستحيلا) لذلك الحد. ثم.. لحظة !
لماذا تمتد تلك اليد من إطار النافذة ؟.. رأيت ؟ قلت لك لا يوجد مستحيل !!
– – –
“توي ستوري” !
أختلس النظر الآن من ثقب بابي المغلق وأبلع ريقي بصعوبة وأنا أشاهد دماي البريئة وهي تتقافز وترقص!
– – –
حورية
– ما اسمك ؟
– حورية..
– جميل.. يبدو أن البحر يعجبك كثيرا لتتواجدي به الآن لوحدك ؟
– طبعا.. قلت لك اسمي (حورية).. لحظة حتى ترى نصف جسمي الآخر..
– !!!
– – –
المعطف البعيد
الجو بارد برودة الصقيع، وشعور بالضيق يجتاحني.. أتذكر معطفي الصوفي الحبيب. كم بودي الذهاب لجلبه لولا أنني في ثلاجة الموتى !
– – –
الحمّام
– بصحتك
– الله يعطيك الصحة..
– كيف وجدت الحمام ؟
– ممتاز.. الحمام المغربي لا يخرج منه الواحد كما دخل كما تعلم ههه..
– نعم، أكيد.. هذا يعد أقدم حمام في المدينة تقريبا..
– حقا ؟.. ربما لذلك هو مكتظ للغاية، لعل شعبيته…
– إن دمك لخفيف يا أستاذ.. هو يكتظ قليلا يوم الأحد، أما اليوم فأنت محظوظ لأنك وجدته فارغا تماما…
– !!!
– – –
ماذا هناك يا لمياء ؟
توقفت عن مشط شعرها ونظرت له من خلال المرآة حيث هو على سريره مستغرقا في القراءة.. فكأنه أحس بنظراتها بشكل ما، إذ رفع عينيه عن الكتاب وحدق في صورتها على صفحة المرآة وهي تنظر له بثبات..
– ما الأمر ؟
– …
– ماذا هناك يا لمياء ؟
– تذكر حديثنا عن الجن ؟
– أعوذ بالله.. أي حديث ؟
– عندما تحدثنا عن المس والجن العاشق وتلك الأمور..
– نعم نعم.. ما ذاك ؟
– كم سنة مرت على زواجنا ؟
– هل اختلط عقلك ؟.. أربع سنوات ونصف طبعا..
– حسن، يجب أن أعترف لك بالحقيقة.. لست لمياء التي تعرف، أنا جنية عاشقة..
– !!!
– – –
لحم الرأس
أنا أحب لحم الرأس.. بل أعشقه. وأذكر بوضوح طريقة التهامي له في الليلة التي تلت عيد الأضحى الفارط..
خطرت ببالي هذه الذكريات (الشهية) وأنا في مطبخي، أنظر للطبق المتسخ الذي عليه بقايا عظام الرأس..
كل ما هنالك أني لم آكل أي (رأس) بالأمس !
– – –
ما الذي أيقظني ؟
ذلك الشعور الغريب عند الاستيقاظ المفاجئ في جوف الليل، لا تدري ما الذي أيقظك من غفوتك العميقة، لكنك متيقن أن شيئا ما أيقظك !
أنظر بانزعاج من على فراشي إلى الظلام الذي يحيط بغرفتي الصغيرة، لا يشقه إلا ضوء الساعة الأحمر فوق المكتب، يُشير إلى الثانية والربع ليلا !
لا أعرف ما الذي أيقظني بالضبط.. لكن ذاكرتي تخبرني بشكل ما أن طرقات متتابعة أسفل سريري هي ما أيقظني !
– – –
أليس كذلك ؟
تخيل لو كان الناس يخترقون الجدران ! تخيل لو كانوا يتنفسون تحت الماء، ويرون ما وراء الآفاق، ويقدرون على تغيير أشكال أجسادهم وألوانهم بكل أريحية.. تخيل لو كانوا يطيرون في الفضاء لا تمسكهم الجاذبية ! إذن لغطت نفاياتهم زرقة السماء.. أليس كذلك ؟”
قالها جني لصاحبه !
خالد
- منيرة
- مشرف عام
- مشاركات: 8560
- اشترك في: 28 إبريل 2021, 03:36
- مكان: الجزائر
- وفاء
- مشرف عام
- مشاركات: 2720
- اشترك في: 28 إبريل 2021, 17:03
- مكان: المغرب
Re: ومضات - (رفعت خالد)
الخلفية السوداء تليق بومضاتك أستاذ خالد.
استمتعت وأنا أقرأ ولم أشبع هل من مزيد
استمتعت وأنا أقرأ ولم أشبع هل من مزيد
- خالد
- مدير المنتدى
- مشاركات: 2769
- اشترك في: 27 إبريل 2021, 22:19
- مكان: المغرب
- اتصال:
Re: ومضات - (رفعت خالد)
مرحبا منيرة واسيل..
نعم هناك المزيد يا اسيل إن شاء الله ^^
نعم هناك المزيد يا اسيل إن شاء الله ^^
- وفاء
- مشرف عام
- مشاركات: 2720
- اشترك في: 28 إبريل 2021, 17:03
- مكان: المغرب
Re: ومضات - (رفعت خالد)
نحن في الإنتظار
- منيرة
- مشرف عام
- مشاركات: 8560
- اشترك في: 28 إبريل 2021, 03:36
- مكان: الجزائر
Re: ومضات - (رفعت خالد)
المعطف البعيد أكثر واحدة أحببتها وأرعبتني ثم ماللذي ايقظني
..المستحيل .. لحم الرأس .
ومضات مرعبة ^^
..المستحيل .. لحم الرأس .
ومضات مرعبة ^^
- فراشة سماوية
- عضو ذهبيّ (1500+)
- مشاركات: 1642
- اشترك في: 28 إبريل 2021, 20:09
Re: ومضات - (رفعت خالد)
جئت هنا من الرابط الذي وضعته للاخ عدي
لا أدري كيف لم أر هذه القصص ههه
قصة الحمّام
جعلتني أضحك من شدة الخوف والله!
هههه
شفت لما تضحك لطرد الخوف؟ ذاك ماحدث معي..
ليتني ماشفتها ليلا
دام نبض قلمك^
لا أدري كيف لم أر هذه القصص ههه
قصة الحمّام
جعلتني أضحك من شدة الخوف والله!
هههه
شفت لما تضحك لطرد الخوف؟ ذاك ماحدث معي..
ليتني ماشفتها ليلا
دام نبض قلمك^
- خالد
- مدير المنتدى
- مشاركات: 2769
- اشترك في: 27 إبريل 2021, 22:19
- مكان: المغرب
- اتصال:
Re: ومضات - (رفعت خالد)
ههه.. شكرا ^^
أفكاري غريبة كما تعلمين..
أفكاري غريبة كما تعلمين..
- المهندس
- عضو نادر!
- مشاركات: 1050
- اشترك في: 03 يناير 2022, 06:12
Re: ومضات - (رفعت خالد)
الله يسامحك يا أستاذ رفعت
( أنا ساكن لوحدي .. حرام عليك )
قرأتها جميعاً، والمعطف البعيد استوقفتني عندها طويلا
لي عودة تليق إن شاء الله
كل التحية
( أنا ساكن لوحدي .. حرام عليك )
قرأتها جميعاً، والمعطف البعيد استوقفتني عندها طويلا
لي عودة تليق إن شاء الله
كل التحية
فلســـــ ( الأردن ) ـــــــــــــطين
وطن برائحة الشهداء.. فكيف لا يغار منه الياسمين
وطن برائحة الشهداء.. فكيف لا يغار منه الياسمين
- خالد
- مدير المنتدى
- مشاركات: 2769
- اشترك في: 27 إبريل 2021, 22:19
- مكان: المغرب
- اتصال:
Re: ومضات - (رفعت خالد)
معذرة لمن أرعبته حقيقة..
ليس غرضي الإرعاب.. ولكن التشويق والغرابة أحيانا ^^
ليس غرضي الإرعاب.. ولكن التشويق والغرابة أحيانا ^^
- المهندس
- عضو نادر!
- مشاركات: 1050
- اشترك في: 03 يناير 2022, 06:12
Re: ومضات - (رفعت خالد)
ضجيج الحي
دوما هناك ضجيج عارم بالحي الذي أقطن فيه.. منذ تباشير الصباح وحتى ساعات بعد منتصف الليل أسمع الصبية يركضون، والنساء يتشاجرن، وأرى الرؤوس الفضولية تطل من النوافذ والأسطح.. مهرجان أبدي.
هذا معروف، وقد ألفته خلاياي العصبية.. ولكن لماذا لا أسمع شيئا الآن، وقد استيقظت لتوي من قيلولة بعد الغذاء ؟ ولماذا أرى من نافذة بيتي منازل الحي ونوافذها مفتوحة تماما.. خالية تماما !
– – –
بسم الله أبدأ..
ما يربط هذه الومضات هو الرعب، لكنني بكل تأكيد ضد أن تطرح بهذا الكم في موضوع واحد.
وأفضل أن أقرأ كل قصة منها بشكل مستقل، حتى تأخذ القراءة حقها من النص.
ضجيج الحي
العنوان الذي هو عتبة النصيص، ونتحدث هنا عن ازعاج شعرت به الشخصية، وتفاعلت مع هذا الضجيج، اعتادته ..
تحديد الفترة الزمنية في النصيص ( منذ تباشير الصباح وحتى ساعات بعد منتصف الليل )
يجب أن يكون له تأثير قوي في الحبكة والخاتمة،/ ( الاختزال ).
الوصف كان مركزاً بطريقة رائعة للبيئة المكانية، ورأيت ( مهرجان أبدي. هذا معروف ) يمكن اسقاطها من السرد / ( الاختزال ).
تستيقظ الشخصية بعد قيلولة الغداء ( تحديد بيئة زمانية محددة )، ولا تسمع شيئاً ( المفارقة ) و ( الايحاء ) بأن هناك أمرٌ غير مفهوم..
والخاتمة بسؤال إضافي، يوسع عدسة القارىء ليرى المشهد ، بعد أن سمع صمته ( وقف الضجيج ) / الهدوء.
خالية تماماً .. !
رأيي أخي رفعت خالد
بأن هذه القصة حققت هدفها ( الحيرة و ربما الرعب ) في القفلة الصادمة، وبأن لغتك رائعة جداً.
نقطة تحديد الزمان في الفقرة الأولى ( منذ تباشير الصباح ... الليل ) ، تعادل اليوم بأكمله تقريباً..
والاستغناء عنها من باب الاختزال أراه أفضل، والاكتفاء ب ( استيقظت .. قيلولة الغداء ) .
والامر لك ..
هنيئاً لنا بوجود قلم مثل قلمك بيننا ..
هذه ليست مجاملة.
سأعود إن شاء الله للتعقيب على كل نصيص في تعقيب مستقل ..
( ده أنا راح أطلع كل الرعب اللي حلمته عليك ههه )
كل التحية
دوما هناك ضجيج عارم بالحي الذي أقطن فيه.. منذ تباشير الصباح وحتى ساعات بعد منتصف الليل أسمع الصبية يركضون، والنساء يتشاجرن، وأرى الرؤوس الفضولية تطل من النوافذ والأسطح.. مهرجان أبدي.
هذا معروف، وقد ألفته خلاياي العصبية.. ولكن لماذا لا أسمع شيئا الآن، وقد استيقظت لتوي من قيلولة بعد الغذاء ؟ ولماذا أرى من نافذة بيتي منازل الحي ونوافذها مفتوحة تماما.. خالية تماما !
– – –
بسم الله أبدأ..
ما يربط هذه الومضات هو الرعب، لكنني بكل تأكيد ضد أن تطرح بهذا الكم في موضوع واحد.
وأفضل أن أقرأ كل قصة منها بشكل مستقل، حتى تأخذ القراءة حقها من النص.
ضجيج الحي
العنوان الذي هو عتبة النصيص، ونتحدث هنا عن ازعاج شعرت به الشخصية، وتفاعلت مع هذا الضجيج، اعتادته ..
تحديد الفترة الزمنية في النصيص ( منذ تباشير الصباح وحتى ساعات بعد منتصف الليل )
يجب أن يكون له تأثير قوي في الحبكة والخاتمة،/ ( الاختزال ).
الوصف كان مركزاً بطريقة رائعة للبيئة المكانية، ورأيت ( مهرجان أبدي. هذا معروف ) يمكن اسقاطها من السرد / ( الاختزال ).
تستيقظ الشخصية بعد قيلولة الغداء ( تحديد بيئة زمانية محددة )، ولا تسمع شيئاً ( المفارقة ) و ( الايحاء ) بأن هناك أمرٌ غير مفهوم..
والخاتمة بسؤال إضافي، يوسع عدسة القارىء ليرى المشهد ، بعد أن سمع صمته ( وقف الضجيج ) / الهدوء.
خالية تماماً .. !
رأيي أخي رفعت خالد
بأن هذه القصة حققت هدفها ( الحيرة و ربما الرعب ) في القفلة الصادمة، وبأن لغتك رائعة جداً.
نقطة تحديد الزمان في الفقرة الأولى ( منذ تباشير الصباح ... الليل ) ، تعادل اليوم بأكمله تقريباً..
والاستغناء عنها من باب الاختزال أراه أفضل، والاكتفاء ب ( استيقظت .. قيلولة الغداء ) .
والامر لك ..
هنيئاً لنا بوجود قلم مثل قلمك بيننا ..
هذه ليست مجاملة.
سأعود إن شاء الله للتعقيب على كل نصيص في تعقيب مستقل ..
( ده أنا راح أطلع كل الرعب اللي حلمته عليك ههه )
كل التحية
فلســـــ ( الأردن ) ـــــــــــــطين
وطن برائحة الشهداء.. فكيف لا يغار منه الياسمين
وطن برائحة الشهداء.. فكيف لا يغار منه الياسمين
- خالد
- مدير المنتدى
- مشاركات: 2769
- اشترك في: 27 إبريل 2021, 22:19
- مكان: المغرب
- اتصال:
Re: ومضات - (رفعت خالد)
أشكر لك أخي العزيز هذا التحليل العجيب الذي قرأته ذاهلا، وأنا أتساءل هل أنا كتبت كل هذا؟ ههه..
إنها أفكار عجائبية اختمرت في عقلي طويلا، وشكلتها في كل مرة على شكل قصة قصيرة أو قصيرة جدا.. وهنا فكرة (اختفاء البشر) التي تأملت فيها طويلا..
إنها أفكار عجائبية اختمرت في عقلي طويلا، وشكلتها في كل مرة على شكل قصة قصيرة أو قصيرة جدا.. وهنا فكرة (اختفاء البشر) التي تأملت فيها طويلا..
- المهندس
- عضو نادر!
- مشاركات: 1050
- اشترك في: 03 يناير 2022, 06:12
Re: ومضات - (رفعت خالد)
أخي رفعت خالد
في الاكاديمية التي أكتب فيها، نفكك النصوص بشكل أقرب للتشريح، حتى أننا قد نتجادل على الفاصلة المنقوطة!
حسناً .. سأكتفي في منتجعنا الجميل بإبداء الرأي بشكل عام، دون ذكر التفاصيل في القادم من تعقيباتي.
لا حرمك الله البهاء
لي عودة إن شاء الله لباقي النصوص.
كل التحية
فلســـــ ( الأردن ) ـــــــــــــطين
وطن برائحة الشهداء.. فكيف لا يغار منه الياسمين
وطن برائحة الشهداء.. فكيف لا يغار منه الياسمين
- خالد
- مدير المنتدى
- مشاركات: 2769
- اشترك في: 27 إبريل 2021, 22:19
- مكان: المغرب
- اتصال:
Re: ومضات - (رفعت خالد)
وأنا كذلك من المدققين ^^
ولم أقل شيئا عن تحليلك أخي.. بل مدحته، فلم ستتوقف عن كتابة تحليلات مشابهة؟
ولم أقل شيئا عن تحليلك أخي.. بل مدحته، فلم ستتوقف عن كتابة تحليلات مشابهة؟
- حمزة إزمار
- مشرف عام
- مشاركات: 1114
- اشترك في: 28 إبريل 2021, 07:13
- مكان: المغرب
- اتصال:
Re: ومضات - (رفعت خالد)
أخي عدي، سأكون ممنونا إذا أبديت رأيك بكل صراحة عن أي قصة تقرأها لي.. مهما كان الرأي قاسيا^^
- المهندس
- عضو نادر!
- مشاركات: 1050
- اشترك في: 03 يناير 2022, 06:12
Re: ومضات - (رفعت خالد)
أخي رفعت خالد
هذه الجملة ( التي تأملت فيها طويلا )
اعتقدت بأن طول التحليل لم يرق لك ..
يبدو حصل سوء فهم مني ..
تحياتي لك
فلســـــ ( الأردن ) ـــــــــــــطين
وطن برائحة الشهداء.. فكيف لا يغار منه الياسمين
وطن برائحة الشهداء.. فكيف لا يغار منه الياسمين
- المهندس
- عضو نادر!
- مشاركات: 1050
- اشترك في: 03 يناير 2022, 06:12
Re: ومضات - (رفعت خالد)
أفعل إن شاء الله أخي حمزةحمزة إزمار كتب: ↑09 يناير 2022, 10:38 أخي عدي، سأكون ممنونا إذا أبديت رأيك بكل صراحة عن أي قصة تقرأها لي.. مهما كان الرأي قاسيا^^
وقد عقبت على قصتين لك في القسم حتى الآن.
تحياتي
وعذراً من اخي رفعت على الحوار في متصفحه.
كل التحية
فلســـــ ( الأردن ) ـــــــــــــطين
وطن برائحة الشهداء.. فكيف لا يغار منه الياسمين
وطن برائحة الشهداء.. فكيف لا يغار منه الياسمين
- المهندس
- عضو نادر!
- مشاركات: 1050
- اشترك في: 03 يناير 2022, 06:12
Re: ومضات - (رفعت خالد)
المستحيل
ما أغرب خيالنا وما أسخفه أحيانا ! وليس بأدل على ذلك من الأحلام والكوابيس التي تراودنا نياما ومتيقظين..
الآن مثلا.. لماذا أتخيل – وأنا مستلق بسريري أنتظر الكرى في غرفتي المظلمة – يدا تمتد من إطار النافذة، هذا مستحيل.. مستحيل عندي على الأقل، ولكن ماذا لو حدث هذا المستحيل ؟ إذن لفهمت أنه لم يكن (مستحيلا) لذلك الحد. ثم.. لحظة !
لماذا تمتد تلك اليد من إطار النافذة ؟.. رأيت ؟ قلت لك لا يوجد مستحيل !!
– – –
قصة قصيرة جداً بامتياز أخي رفعت خالد.
اعتمد على المونولوج الداخلي للشخصية في طريقة السرد، واختيار البيئة الزمانية ( الليل ) كان موفقاً.
فبين الصحوة والغفوة تختلط الأمور في عقل الشخصية، هذا العقل الذي يشاكس صاحبه، في تعريف المستحيل .. بين الحقيقة والوهم في رؤية الأشياء ( يد تمتد من إطار النافذة ).
التمهيد في الافتتاحية ( ما أغرب خيالنا وما أسخفه أحياناً ... ) كان مهماً للتعريف بطريقة تفكير هذه الشخصية.
وهذا التعريف ساعد في تحقيق الصدمة في الخاتمة، بعد ( المفارقة ) / عدم الاقتناع بما تراه العين من جهة، ومن جهة أخرى .. ( تحقق المستحيل ) / نفيه، والإيحاء الضمني بالرعب من هذه الخاتمة.
راقت لي، وأرعبتني ..
كل التحية
“توي ستوري” !
أختلس النظر الآن من ثقب بابي المغلق وأبلع ريقي بصعوبة وأنا أشاهد دماي البريئة وهي تتقافز وترقص!
– – –
قصة قصيرة جداً خاطفة ورائعة ..
المشهد يتلخص في طرح هذا السؤال ( ماذا لو تحركت الدمى أمامك؟! )
هذا السؤال حاولت التعبير عنه من خلال شخصية تراقب من خلف الباب هذا الحدث.
كيف سيكون التأثير عليها، وردة فعلها .. ؟
ولأن مشاهدة هذا المنظر المرعب لا يمكن تجسيده من خلال مواجهة مباشرة بين الشخصية والدمى، فقد اخترت ( ثقب الباب المغلق ) ، واختيار صحيح، لتصور ردة الفعل ( بلع ريقه بصعوبة )، دون ملاحظة الدمى.
المفارقة موجودة بالطبع ( الجماد / تتقافز وترقص ) والايحاء بالرعب يتجلى في تأخير فعل الدمى حتى ضربة الختام ( القفز / الرقص ).
حورية
– ما اسمك ؟
– حورية..
– جميل.. يبدو أن البحر يعجبك كثيرا لتتواجدي به الآن لوحدك ؟
– طبعا.. قلت لك اسمي (حورية).. لحظة حتى ترى نصف جسمي الآخر..
– !!!
– – –
أكثر ما راق لي هو ترك الجملة الحوارية في الخاتمة للمتلقي أخي رفعت خالد..
قصة قصيرة جداً، اعتمدت على الجمل الحوارية، والبيئة المكانية ( البحر )، والبيئة الزمانية ( الآن ) التي توحي بأن الوقت غريب لفعل الشخصية ( حورية ) التواجد في البحر.
خُيل إلي بأن الصدمة التي وقعت على هذا الشخص كفيلة بأن تهلكه، وتغرقه في هذا البحر، ومع هذه الجميلة / الحورية، لحظة رؤيته لنصف جسمها الآخر.. ( الإيحاء ).
ولا يزال الرعب مستمراً مع هذه الومضات ..
تباً لخيالك هههه
المعطف البعيد
الجو بارد برودة الصقيع، وشعور بالضيق يجتاحني.. أتذكر معطفي الصوفي الحبيب. كم بودي الذهاب لجلبه لولا أنني في ثلاجة الموتى !
– – –
هذه القصجة أعتبرها الأقوى في المجموعة، وقد حققت كل أساسيات القصجة باختزال واقتدار، واستخدام ضمير المتكلم في الحوار مع النفس كان موفقاً جداً، وصولاً إلى القفلة الصادمة ( ثلاجة الموتى ) صفقت لها طويلاً.
بكل أمانة ( أنموذج لأدب القصة القصيرة جداً ) المرعب.
الحمّام
– بصحتك
– الله يعطيك الصحة..
– كيف وجدت الحمام ؟
– ممتاز.. الحمام المغربي لا يخرج منه الواحد كما دخل كما تعلم ههه..
– نعم، أكيد.. هذا يعد أقدم حمام في المدينة تقريبا..
– حقا ؟.. ربما لذلك هو مكتظ للغاية، لعل شعبيته…
– إن دمك لخفيف يا أستاذ.. هو يكتظ قليلا يوم الأحد، أما اليوم فأنت محظوظ لأنك وجدته فارغا تماما…
– !!!
– – –
حوارية جميلة بين الشخصيتين، وتصوير لمشهد الحمام المغربي / الذي لا أعرفه، لكنك استطعت أن تجعلني اتخيله.
هذا الحمّام يشرحه القاص من خلال الحوارية، لجعل القارىء في حالة استرخاء تام، كأبعد نقطة عن تخيل الخاتمة.
المفارقة حاضرة في واقع الـ ( فارغ ) و ( عين البطل المستحم )، وكالعادة ..
الرعب في حصد النتيجة ( فارغاً تماماً) .
قصة قصيرة جداً محكمة ومرعبة بكل تأكيد
لي عودة إن شاء الله لتتمة الومضات
كل التحية
ما أغرب خيالنا وما أسخفه أحيانا ! وليس بأدل على ذلك من الأحلام والكوابيس التي تراودنا نياما ومتيقظين..
الآن مثلا.. لماذا أتخيل – وأنا مستلق بسريري أنتظر الكرى في غرفتي المظلمة – يدا تمتد من إطار النافذة، هذا مستحيل.. مستحيل عندي على الأقل، ولكن ماذا لو حدث هذا المستحيل ؟ إذن لفهمت أنه لم يكن (مستحيلا) لذلك الحد. ثم.. لحظة !
لماذا تمتد تلك اليد من إطار النافذة ؟.. رأيت ؟ قلت لك لا يوجد مستحيل !!
– – –
قصة قصيرة جداً بامتياز أخي رفعت خالد.
اعتمد على المونولوج الداخلي للشخصية في طريقة السرد، واختيار البيئة الزمانية ( الليل ) كان موفقاً.
فبين الصحوة والغفوة تختلط الأمور في عقل الشخصية، هذا العقل الذي يشاكس صاحبه، في تعريف المستحيل .. بين الحقيقة والوهم في رؤية الأشياء ( يد تمتد من إطار النافذة ).
التمهيد في الافتتاحية ( ما أغرب خيالنا وما أسخفه أحياناً ... ) كان مهماً للتعريف بطريقة تفكير هذه الشخصية.
وهذا التعريف ساعد في تحقيق الصدمة في الخاتمة، بعد ( المفارقة ) / عدم الاقتناع بما تراه العين من جهة، ومن جهة أخرى .. ( تحقق المستحيل ) / نفيه، والإيحاء الضمني بالرعب من هذه الخاتمة.
راقت لي، وأرعبتني ..
كل التحية
“توي ستوري” !
أختلس النظر الآن من ثقب بابي المغلق وأبلع ريقي بصعوبة وأنا أشاهد دماي البريئة وهي تتقافز وترقص!
– – –
قصة قصيرة جداً خاطفة ورائعة ..
المشهد يتلخص في طرح هذا السؤال ( ماذا لو تحركت الدمى أمامك؟! )
هذا السؤال حاولت التعبير عنه من خلال شخصية تراقب من خلف الباب هذا الحدث.
كيف سيكون التأثير عليها، وردة فعلها .. ؟
ولأن مشاهدة هذا المنظر المرعب لا يمكن تجسيده من خلال مواجهة مباشرة بين الشخصية والدمى، فقد اخترت ( ثقب الباب المغلق ) ، واختيار صحيح، لتصور ردة الفعل ( بلع ريقه بصعوبة )، دون ملاحظة الدمى.
المفارقة موجودة بالطبع ( الجماد / تتقافز وترقص ) والايحاء بالرعب يتجلى في تأخير فعل الدمى حتى ضربة الختام ( القفز / الرقص ).
حورية
– ما اسمك ؟
– حورية..
– جميل.. يبدو أن البحر يعجبك كثيرا لتتواجدي به الآن لوحدك ؟
– طبعا.. قلت لك اسمي (حورية).. لحظة حتى ترى نصف جسمي الآخر..
– !!!
– – –
أكثر ما راق لي هو ترك الجملة الحوارية في الخاتمة للمتلقي أخي رفعت خالد..
قصة قصيرة جداً، اعتمدت على الجمل الحوارية، والبيئة المكانية ( البحر )، والبيئة الزمانية ( الآن ) التي توحي بأن الوقت غريب لفعل الشخصية ( حورية ) التواجد في البحر.
خُيل إلي بأن الصدمة التي وقعت على هذا الشخص كفيلة بأن تهلكه، وتغرقه في هذا البحر، ومع هذه الجميلة / الحورية، لحظة رؤيته لنصف جسمها الآخر.. ( الإيحاء ).
ولا يزال الرعب مستمراً مع هذه الومضات ..
تباً لخيالك هههه
المعطف البعيد
الجو بارد برودة الصقيع، وشعور بالضيق يجتاحني.. أتذكر معطفي الصوفي الحبيب. كم بودي الذهاب لجلبه لولا أنني في ثلاجة الموتى !
– – –
هذه القصجة أعتبرها الأقوى في المجموعة، وقد حققت كل أساسيات القصجة باختزال واقتدار، واستخدام ضمير المتكلم في الحوار مع النفس كان موفقاً جداً، وصولاً إلى القفلة الصادمة ( ثلاجة الموتى ) صفقت لها طويلاً.
بكل أمانة ( أنموذج لأدب القصة القصيرة جداً ) المرعب.
الحمّام
– بصحتك
– الله يعطيك الصحة..
– كيف وجدت الحمام ؟
– ممتاز.. الحمام المغربي لا يخرج منه الواحد كما دخل كما تعلم ههه..
– نعم، أكيد.. هذا يعد أقدم حمام في المدينة تقريبا..
– حقا ؟.. ربما لذلك هو مكتظ للغاية، لعل شعبيته…
– إن دمك لخفيف يا أستاذ.. هو يكتظ قليلا يوم الأحد، أما اليوم فأنت محظوظ لأنك وجدته فارغا تماما…
– !!!
– – –
حوارية جميلة بين الشخصيتين، وتصوير لمشهد الحمام المغربي / الذي لا أعرفه، لكنك استطعت أن تجعلني اتخيله.
هذا الحمّام يشرحه القاص من خلال الحوارية، لجعل القارىء في حالة استرخاء تام، كأبعد نقطة عن تخيل الخاتمة.
المفارقة حاضرة في واقع الـ ( فارغ ) و ( عين البطل المستحم )، وكالعادة ..
الرعب في حصد النتيجة ( فارغاً تماماً) .
قصة قصيرة جداً محكمة ومرعبة بكل تأكيد
لي عودة إن شاء الله لتتمة الومضات
كل التحية
فلســـــ ( الأردن ) ـــــــــــــطين
وطن برائحة الشهداء.. فكيف لا يغار منه الياسمين
وطن برائحة الشهداء.. فكيف لا يغار منه الياسمين
- جويدة
- عضو وفيّ للمنتجع
- مشاركات: 798
- اشترك في: 28 إبريل 2021, 11:28
Re: ومضات - (رفعت خالد)
لم يسبق لي الدخول هنا ...و بالكاد قرات العناوين حتى حركني الفضول .
ساقرأها على مهل لاحق و اعود ..اعدك
ساقرأها على مهل لاحق و اعود ..اعدك
- خالد
- مدير المنتدى
- مشاركات: 2769
- اشترك في: 27 إبريل 2021, 22:19
- مكان: المغرب
- اتصال:
Re: ومضات - (رفعت خالد)
لا ابدا.. أردت أن أخبرك بسبب كتابتي لهذا النوع من القصص القصيرة جدا، ولا علاقة لهذه العبارة بتحليلك الجميل. ^^
تأملتُ.. (يعني أنا..)
- خالد
- مدير المنتدى
- مشاركات: 2769
- اشترك في: 27 إبريل 2021, 22:19
- مكان: المغرب
- اتصال:
Re: ومضات - (رفعت خالد)
يا سلام ^^..
أعجبني تحليلك أخي عدي، لاسيما عندما لاحظت أن الرؤية من فتحة الباب في قصة الدمى، كانت لهول مواجهة الموقف مباشرة.. أعدت تأمل المشهد كأنك أنت من كتبته، حقا هذا بعد نقدي جديد في المنتجع كنا تفتقده..
أيضا قولك (لجعل القارىء في حالة استرخاء تام، كأبعد نقطة عن تخيل الخاتمة)، هو بالضبط ما أحاوله.. وأشير هنا لنوع جديد تم استحداثه في فن الكوميديا الحديثة، في مقاطع الانستغرام بالخصوص.. حيث يذهل المشاهد بصدمة عند نهاية المقطع القصير لم يكن يتوقعها، ثم يظهر الجينيريك مع صوت مقصود.. كأنها نهاية فيلم. إنها قصص قصيرة جدا مصورة، وبعضها عبقري بحق ^^
تخيلت أن أصور بعض هذه القصص في مقاطع من ذاك القبيل..
أعجبني تحليلك أخي عدي، لاسيما عندما لاحظت أن الرؤية من فتحة الباب في قصة الدمى، كانت لهول مواجهة الموقف مباشرة.. أعدت تأمل المشهد كأنك أنت من كتبته، حقا هذا بعد نقدي جديد في المنتجع كنا تفتقده..
أيضا قولك (لجعل القارىء في حالة استرخاء تام، كأبعد نقطة عن تخيل الخاتمة)، هو بالضبط ما أحاوله.. وأشير هنا لنوع جديد تم استحداثه في فن الكوميديا الحديثة، في مقاطع الانستغرام بالخصوص.. حيث يذهل المشاهد بصدمة عند نهاية المقطع القصير لم يكن يتوقعها، ثم يظهر الجينيريك مع صوت مقصود.. كأنها نهاية فيلم. إنها قصص قصيرة جدا مصورة، وبعضها عبقري بحق ^^
تخيلت أن أصور بعض هذه القصص في مقاطع من ذاك القبيل..
- المهندس
- عضو نادر!
- مشاركات: 1050
- اشترك في: 03 يناير 2022, 06:12
Re: ومضات - (رفعت خالد)
ماذا هناك يا لمياء ؟
توقفت عن مشط شعرها ونظرت له من خلال المرآة حيث هو على سريره مستغرقا في القراءة.. فكأنه أحس بنظراتها بشكل ما، إذ رفع عينيه عن الكتاب وحدق في صورتها على صفحة المرآة وهي تنظر له بثبات..
– ما الأمر ؟
– …
– ماذا هناك يا لمياء ؟
– تذكر حديثنا عن الجن ؟
– أعوذ بالله.. أي حديث ؟
– عندما تحدثنا عن المس والجن العاشق وتلك الأمور..
– نعم نعم.. ما ذاك ؟
– كم سنة مرت على زواجنا ؟
– هل اختلط عقلك ؟.. أربع سنوات ونصف طبعا..
– حسن، يجب أن أعترف لك بالحقيقة.. لست لمياء التي تعرف، أنا جنية عاشقة..
– !!!
– – –
بسم الله أبدأ ..
ماذا هناك يا لمياء ؟
التمهيد قبل الحوارية يصور مشهداً روتينياً بين شخصيتين ( زوج وزوجة )
أفعال الشخصيتين ( مستغرق في القراءة / تمشط شعرها ) فيها إيحاء للبيئة الزمانية ( المساء ).
هذه البيئة الزمانية ترفع من وقع القادم على الشخصية الزوج، والمتلقي.
استخدام ( المرآة ) كعنصر التقاء النظرات في الحوارية كان موفقاً ويخدم الفكرة .. بشدة
مدة الزواج ( أربع سنوات ) عمقت حجم الخديعة التي وقعت على الشخصية الزوج.
التدرج في الحوارية كان بديعاً، والقفلة الصادمة / المرعبة حققت هدفها باقتدار..
( لمياء ) لم تكن سوى جنية عاشقة، وأتخيل وقع الصدمة على الزوج ..
قصة قصيرة جداً ناجحة جداً..
فكرت في أمر أخي رفعت للنهاية..
حسن، يجب أن أعترف لك بالحقيقة .. لست لمياء التي تعرف، انا جنية عاشقة ..
ثم ..
( ضحك من كلماتها، وعاد لقراءتهِ، وتركها تحدق فيه بالمرآة .. وتبتسم )
ولو بقيت كما أدرجتها، فهي كافية وتؤدي الغرض.
لحم الرأس
أنا أحب لحم الرأس.. بل أعشقه. وأذكر بوضوح طريقة التهامي له في الليلة التي تلت عيد الأضحى الفارط..
خطرت ببالي هذه الذكريات (الشهية) وأنا في مطبخي، أنظر للطبق المتسخ الذي عليه بقايا عظام الرأس..
كل ما هنالك أني لم آكل أي (رأس) بالأمس !
– – –
بدأت النصيص بجملة إخبارية ( أنا أحب لحم الرأس .. بل وأعشقه )
ثم ذكريات طريقة التهامه في عيد الأضحى الفارط.
تحديد البيئة الزمانية مهماً لاظهار التباعد بين خط الذكريات والفعل الحاضر ( رؤية الطبق ) الذي عليه بقايا عظام الرأس، و ( الفارط ) أدت عملها في إظهار الفترة الزمنية بين هذين الفعلين ( التذكر/ رؤية الطبق).
والشاهد في الخاتمة المرعبة التي اخترتها ( الأمس ).
قصة قصيرة جداً موفقة ومختزلة ..
تخيلت نهاية أخرى ..
( كل ما هنالك .. أن هذه العظام لا تشبه رأس الخروف! )
( شكلي راح أصير أكتب رعب من بعد هذه الوجبات الدسمة التي ألتهمها من مواضيعك أخي رفعت ههه )
ما الذي أيقظني ؟
ذلك الشعور الغريب عند الاستيقاظ المفاجئ في جوف الليل، لا تدري ما الذي أيقظك من غفوتك العميقة، لكنك متيقن أن شيئا ما أيقظك !
أنظر بانزعاج من على فراشي إلى الظلام الذي يحيط بغرفتي الصغيرة، لا يشقه إلا ضوء الساعة الأحمر فوق المكتب، يُشير إلى الثانية والربع ليلا !
لا أعرف ما الذي أيقظني بالضبط.. لكن ذاكرتي تخبرني بشكل ما أن طرقات متتابعة أسفل سريري هي ما أيقظني !
– – –
نص جميل، ويحمل فكرة مرعبة كالعادة، ولكنني أزعم بأن عنصر الاختزال لم يكن موفقاً في الافتتاحية، والتي يمكن اسقاطها من النصيص .. هنا
( ذلك الشعور .... حتى شيئاً ما أيقظك )
ولو قرأتها من السطر التالي:
(أنظر بانزعاج من على فراشي إلى الظلام الذي يحيط بغرفتي الصغيرة، لا يشقه إلا ضوء الساعة الأحمر فوق المكتب، يُشير إلى الثانية والربع ليلا!
لا أعرف ما الذي أيقظني بالضبط.. لكن ذاكرتي تخبرني بشكل ما أن طرقات متتابعة أسفل سريري هي ما أيقظني! )
لحققت الفكرة باقتدار/ الاختزال
أليس كذلك ؟
تخيل لو كان الناس يخترقون الجدران ! تخيل لو كانوا يتنفسون تحت الماء، ويرون ما وراء الآفاق، ويقدرون على تغيير أشكال أجسادهم وألوانهم بكل أريحية.. تخيل لو كانوا يطيرون في الفضاء لا تمسكهم الجاذبية ! إذن لغطت نفاياتهم زرقة السماء.. أليس كذلك ؟”
قالها جني لصاحبه !
جملة حوارية تحمل تخيلات كثيرة ( اختراق الجدران/ التنفس تحت الماء/ رؤية ما وراء الآفاق/ تغيير الأشكال والألوان/ الطيران ) ثم ربطها بـ ( غطت نفاياتهم زرقة السماء )
الربط هنا لم يكن موفقاً، والخاتمة بـ ( قالها جني لصاحبه! ) لن تترك أثرها على المتلقي من وجهة نظري.
وتم بحمد الله قراءة هذه الومضات، والتعقيب عليها..
كل التحية
توقفت عن مشط شعرها ونظرت له من خلال المرآة حيث هو على سريره مستغرقا في القراءة.. فكأنه أحس بنظراتها بشكل ما، إذ رفع عينيه عن الكتاب وحدق في صورتها على صفحة المرآة وهي تنظر له بثبات..
– ما الأمر ؟
– …
– ماذا هناك يا لمياء ؟
– تذكر حديثنا عن الجن ؟
– أعوذ بالله.. أي حديث ؟
– عندما تحدثنا عن المس والجن العاشق وتلك الأمور..
– نعم نعم.. ما ذاك ؟
– كم سنة مرت على زواجنا ؟
– هل اختلط عقلك ؟.. أربع سنوات ونصف طبعا..
– حسن، يجب أن أعترف لك بالحقيقة.. لست لمياء التي تعرف، أنا جنية عاشقة..
– !!!
– – –
بسم الله أبدأ ..
ماذا هناك يا لمياء ؟
التمهيد قبل الحوارية يصور مشهداً روتينياً بين شخصيتين ( زوج وزوجة )
أفعال الشخصيتين ( مستغرق في القراءة / تمشط شعرها ) فيها إيحاء للبيئة الزمانية ( المساء ).
هذه البيئة الزمانية ترفع من وقع القادم على الشخصية الزوج، والمتلقي.
استخدام ( المرآة ) كعنصر التقاء النظرات في الحوارية كان موفقاً ويخدم الفكرة .. بشدة
مدة الزواج ( أربع سنوات ) عمقت حجم الخديعة التي وقعت على الشخصية الزوج.
التدرج في الحوارية كان بديعاً، والقفلة الصادمة / المرعبة حققت هدفها باقتدار..
( لمياء ) لم تكن سوى جنية عاشقة، وأتخيل وقع الصدمة على الزوج ..
قصة قصيرة جداً ناجحة جداً..
فكرت في أمر أخي رفعت للنهاية..
حسن، يجب أن أعترف لك بالحقيقة .. لست لمياء التي تعرف، انا جنية عاشقة ..
ثم ..
( ضحك من كلماتها، وعاد لقراءتهِ، وتركها تحدق فيه بالمرآة .. وتبتسم )
ولو بقيت كما أدرجتها، فهي كافية وتؤدي الغرض.
لحم الرأس
أنا أحب لحم الرأس.. بل أعشقه. وأذكر بوضوح طريقة التهامي له في الليلة التي تلت عيد الأضحى الفارط..
خطرت ببالي هذه الذكريات (الشهية) وأنا في مطبخي، أنظر للطبق المتسخ الذي عليه بقايا عظام الرأس..
كل ما هنالك أني لم آكل أي (رأس) بالأمس !
– – –
بدأت النصيص بجملة إخبارية ( أنا أحب لحم الرأس .. بل وأعشقه )
ثم ذكريات طريقة التهامه في عيد الأضحى الفارط.
تحديد البيئة الزمانية مهماً لاظهار التباعد بين خط الذكريات والفعل الحاضر ( رؤية الطبق ) الذي عليه بقايا عظام الرأس، و ( الفارط ) أدت عملها في إظهار الفترة الزمنية بين هذين الفعلين ( التذكر/ رؤية الطبق).
والشاهد في الخاتمة المرعبة التي اخترتها ( الأمس ).
قصة قصيرة جداً موفقة ومختزلة ..
تخيلت نهاية أخرى ..
( كل ما هنالك .. أن هذه العظام لا تشبه رأس الخروف! )
( شكلي راح أصير أكتب رعب من بعد هذه الوجبات الدسمة التي ألتهمها من مواضيعك أخي رفعت ههه )
ما الذي أيقظني ؟
ذلك الشعور الغريب عند الاستيقاظ المفاجئ في جوف الليل، لا تدري ما الذي أيقظك من غفوتك العميقة، لكنك متيقن أن شيئا ما أيقظك !
أنظر بانزعاج من على فراشي إلى الظلام الذي يحيط بغرفتي الصغيرة، لا يشقه إلا ضوء الساعة الأحمر فوق المكتب، يُشير إلى الثانية والربع ليلا !
لا أعرف ما الذي أيقظني بالضبط.. لكن ذاكرتي تخبرني بشكل ما أن طرقات متتابعة أسفل سريري هي ما أيقظني !
– – –
نص جميل، ويحمل فكرة مرعبة كالعادة، ولكنني أزعم بأن عنصر الاختزال لم يكن موفقاً في الافتتاحية، والتي يمكن اسقاطها من النصيص .. هنا
( ذلك الشعور .... حتى شيئاً ما أيقظك )
ولو قرأتها من السطر التالي:
(أنظر بانزعاج من على فراشي إلى الظلام الذي يحيط بغرفتي الصغيرة، لا يشقه إلا ضوء الساعة الأحمر فوق المكتب، يُشير إلى الثانية والربع ليلا!
لا أعرف ما الذي أيقظني بالضبط.. لكن ذاكرتي تخبرني بشكل ما أن طرقات متتابعة أسفل سريري هي ما أيقظني! )
لحققت الفكرة باقتدار/ الاختزال
أليس كذلك ؟
تخيل لو كان الناس يخترقون الجدران ! تخيل لو كانوا يتنفسون تحت الماء، ويرون ما وراء الآفاق، ويقدرون على تغيير أشكال أجسادهم وألوانهم بكل أريحية.. تخيل لو كانوا يطيرون في الفضاء لا تمسكهم الجاذبية ! إذن لغطت نفاياتهم زرقة السماء.. أليس كذلك ؟”
قالها جني لصاحبه !
جملة حوارية تحمل تخيلات كثيرة ( اختراق الجدران/ التنفس تحت الماء/ رؤية ما وراء الآفاق/ تغيير الأشكال والألوان/ الطيران ) ثم ربطها بـ ( غطت نفاياتهم زرقة السماء )
الربط هنا لم يكن موفقاً، والخاتمة بـ ( قالها جني لصاحبه! ) لن تترك أثرها على المتلقي من وجهة نظري.
وتم بحمد الله قراءة هذه الومضات، والتعقيب عليها..
كل التحية
فلســـــ ( الأردن ) ـــــــــــــطين
وطن برائحة الشهداء.. فكيف لا يغار منه الياسمين
وطن برائحة الشهداء.. فكيف لا يغار منه الياسمين
- المهندس
- عضو نادر!
- مشاركات: 1050
- اشترك في: 03 يناير 2022, 06:12
Re: ومضات - (رفعت خالد)
والله فكرة تصويرها أراها ناجحة جداً .. وخصوصاً بأنها مرعبة.رفعت خالد كتب: ↑09 يناير 2022, 16:18 يا سلام ^^..
أعجبني تحليلك أخي عدي، لاسيما عندما لاحظت أن الرؤية من فتحة الباب في قصة الدمى، كانت لهول مواجهة الموقف مباشرة.. أعدت تأمل المشهد كأنك أنت من كتبته، حقا هذا بعد نقدي جديد في المنتجع كنا تفتقده..
أيضا قولك (لجعل القارىء في حالة استرخاء تام، كأبعد نقطة عن تخيل الخاتمة)، هو بالضبط ما أحاوله.. وأشير هنا لنوع جديد تم استحداثه في فن الكوميديا الحديثة، في مقاطع الانستغرام بالخصوص.. حيث يذهل المشاهد بصدمة عند نهاية المقطع القصير لم يكن يتوقعها، ثم يظهر الجينيريك مع صوت مقصود.. كأنها نهاية فيلم. إنها قصص قصيرة جدا مصورة، وبعضها عبقري بحق ^^
تخيلت أن أصور بعض هذه القصص في مقاطع من ذاك القبيل..
جربها وإن شاء الله تلاقي نجاح باهر أخي رفعت
كل التحية
فلســـــ ( الأردن ) ـــــــــــــطين
وطن برائحة الشهداء.. فكيف لا يغار منه الياسمين
وطن برائحة الشهداء.. فكيف لا يغار منه الياسمين
- جويدة
- عضو وفيّ للمنتجع
- مشاركات: 798
- اشترك في: 28 إبريل 2021, 11:28
Re: ومضات - (رفعت خالد)
لست بارعة في النقد كأخينا عدي و لكنني اوقع اعجابي بقصصك القصيرة جدا ..لم تكن مخيفة بالنسبة لي و ربما لو صورت لكان اثرها اكبر ...لا ادري
و لعلي احب قصص الجن و اميل لهذا النوع من النهايات الغريبة و انجذابي يخدر خوفي .
كلها جميلة و اكثر لذي المعطف القابع في ثلاجة الموتى ..تركت اثرا في نفسي
و لعلي احب قصص الجن و اميل لهذا النوع من النهايات الغريبة و انجذابي يخدر خوفي .
كلها جميلة و اكثر لذي المعطف القابع في ثلاجة الموتى ..تركت اثرا في نفسي