🏅رواية إيكادولي - مراجعة حمزة (4.17)
- حمزة إزمار
- مشرف عام
- مشاركات: 1114
- اشترك في: 28 إبريل 2021, 07:13
- مكان: المغرب
- اتصال:
🏅رواية إيكادولي - مراجعة حمزة (4.17)
’’ سأكون علامة ترقيم تزيد المعنى وضوحًا، حرف عطف يقرب بين معنيين، وفاصلة تفصل بين كذبتين، ونقطة تنهي بعض الجمل المؤلمة، وعلامة استفهام بعد سؤال بليغ، وربما قوسين يضمان الحقيقة التي أؤمن بها، أو قوسا يغلق جملة ما فينهي حقبة بأكملها‘‘
رواية إيكادولي هي الرواية الوحيدة التي أعدت قراءتها مرّتين، بالإضافة إلى بعض قصص شارلوك هولمز.. أول قراءة لها كانت سنة 2017 أما القراءة الثانية فكانت سنة 2021، ونظرًا لعدة اعتبارات فقد اختلفت رؤيتي كثيرًا، سواءً على المستوى المعرفي أو للواقع.. لذلك من الطبيعي أن يختلف تقيمي لهذه الرواية.
جاءت القراءة الأولى في مساء كنت أنتظر جرس الثانوية ليدق كي نجتاز أحد الاختبارات، ومن عادتي أنّي لا أراجع دروسي قُبيل الاختبار، لذلك كان لابد لي من البحث عن بديل لمحاربة الملل، فدخلت محرك البحث، وقمت بتنزيل أول رواية صادفتني، وكانت هذه بداية معرفتي بالكاتبة.. طبعًا لم أستطع المقاومة، وبمجرد أن خرجت من الاختبار، ذهبت مباشرة لأكملها؛ ولم أترك الهاتف إلا بعدما أنهيتها على الساعة الثانية بعد منتصف الليل.. وللإشارة فقط فهذه الرواية كان لها الأثر الكبير لأدخل عالم القراءة بشكل أكبر.
أما القراءة الثانية فكانت مختلفة شيئا ما، فقد امتدت طيلة أسبوع، وكان ذلك لعدة أسباب ومنها أني لم أكن مدفوعًا بفضول اكتشاف النهاية؛ بل كنت أقرأ بتأني نظرًا لأني على دراية تامة بمجريات الأحداث. ومنها أيضًا المشاغل التي انشغل بها، مما يجعلني أترك القراءة لهوامش الوقت فقط.
يتكون عنوان الرواية من كلمة غريبة "إيكادولي" مما يجعل القارئ يتساءل عن معنى العنوان ومغزى اختياره، وهذه نقطة قوة للرواية. والعنوان جاء باللغة النوبية؛ التي تنتشر بين سكان منطقة وادي النيل في جنوب مصر وشمال السودان.
أما معنى الكلمة فهي "أحبك" وبهذا يتكوّن عندك انطباع، على أنّ الرواية ستندرج ضمن الأعمال الرومانسية؛ لكن مع ذلك فكلمة "أحبك" كلمة عامة، إذ قد لا تعني بالضرورة حب شاب وفتاة، بل قد يشير إلى كل أنواع الحب، لذلك فمن الخطأ أن نقوم بهذه القفزة الاستنتاجية.
الغلاف عبارة عن منظر بحري تتمركز عليه قلعة تبدو قديمة، والمثير في هذه القلعة أمرين إثنين، الأمر الأول أنّها تبدو محمولة على جناحي نسر عملاق يحمل بدوره كتابًا بين مخالبه، أما الأمر الثاني فهي تبدو في نفس الوقت مبنية على سطح الماء! وبهذا تتكون لديك فكرة أولية، عن أنّ الرواية ستندرج ضمن صنف الروايات الفانتازية، وفي نفس الآن العاطفية.. وبهذا تكون قد وصلت إلى ما يعادل خمسون في المائة من مضمون الرواية.
رواية إيكادولي هي للكاتبة المصرية حنان محمود لاشين صدرت سنة 2016، ولعّل المتتبع لأخبار الكتب والروايات، سيعلم مدى شهرة هذه الرواية بين صفوف القراء عامة والشباب خاصة؛ بل هي من الروايات الأشهر في العالم العربي.
فيما يخص تقنيات السرد في الرواية، فرغم تعدد شخصياتها وتنوعها، إلا أنّ الراوي العليم ظل مسيطرًا على فصول الرواية من بدايتها إلى نهايتها، وذلك رغم الانتقال العريض بين الأمكنة والأزمة الذي شكلّ حبكة الرواية في هذا الجانب. شخصيًا لا أملك أي مشكلة إزاء هذه الطريقة في السرد، إذ أنّ الكلاسيكيات القديمة معظمها -إذا لم يكن كلها- استخدمت السرد الموحد لجميع فصول الرواية ومع ذلك نجحت في سبر أغوار النفس البشرية كما هو الحال بالنسبة للجريمة والعقاب. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل الجميع مؤهل ليكون دوستويفسكي؟
بالنسبة لي شخصيا، أرى أنّ السرد بالتناوب يزيح عن كاهل الكاتب الكثير من المشقة، فلا يضطر لكتابة مئات الصفحات بنفس الأسلوب، الأمر الذي قد يوقعه في كثير من الأحيان في الابتذال والسطحية، بل على العكس تمامًا يجعله يعرض للقارئ في كل فصل رؤية جديدة على لسان راوي جديد، فتتعدد الرؤى داخل العمل الأدبي، ليتلقى القارئ بدوره هذه الرؤى ويحللها حسب خبرته واحتكاكه بالواقع العملي، فالأدب في عمومه هو تواصل خبرة الكاتب مع الحياة من جهة، واحتكاك القارئ بالواقع من جهة أخرى.
وهناك نقطة أخرى أرغب في الإشارة إليها، وهي نقطة غاية في الأهمية، فالقارئ المتأمل لسيرورة السرد داخل الرواية فسيلاحظ وبلا شك، مرحلتين أساسيتين:
- مرحلة البداية: من أول سطر إلى حين وصول أنس إلى منزل جده؛ فوتيرة السرد في هذا المقطع سريعة جدا، كأن الكاتبة قد وضعت نصب عينها هدفا، ثم بدأت تكتب بلهفة بغية إدراك ذلك الهدف، وهذا من بين الأخطاء التي وقعت فيها الكاتبة، فمن المفروض أنّ الأعمال الأدبية الطويلة عادة ما تكرّس صفحاتها الخمسون الأولى لرسم معالم الشخصيات، ووضع القارئ في الصورة كي يندمج مع الرواية، بوتيرة سرد بطيئة متمهلة وغير متسرعة.
- مرحلة ما بعد البداية إلى قُبيل فك العقدة: وهي على نقيض الأولى من كل الزوايا، فالسرد هنا تميز بالبطء الشديد الذي وصل حدّ الحشو أحيانا، الذي لا يخدم الرواية بقدر ما يهدمها، أي أنّها نقطة ضعف داخل الرواية، فكأن الكاتبة لا تريد أن تفصح عمّا تخبئه أبدًا.
خلاصة هذا القول، فإن بعض الأعمال الأدبية مثل إيكادولي، لا يصلح معها السرد الموحد، بل يناسبها أكثر السرد المتناوب.. وكان ذلك كفيلا؛ لأن يجنب الكاتبة الكثير من الثغرات التي وقعت فيها، ولست أدر بالضبط هل ما وقعت فيه الكاتبة من ضعف في السرد هو ما يسمى بلعنة العمل الأول، أم أنّه راجع إلى أمور أخرى تتعلق بالاستعجال والتسرع في إخراج العمل.
أما بالنسبة لشخصيات الرواية، فأول ما قد يشدّ انتباهي كقارئ هي الأسماء التي جاءت باللغة النوبية، وهذا طبعًا ليس اعتباطيًا، بل هي نقطة تحسب لصالح الكاتبة، فقد نجحت بأن تدمج الشخصيات بالمحيط الذي تدور فيه الرواية.. فلا يعقل أن تدور أحداث رواية ما في بيئة ما، دون أن ترتبط بذلك المحيط بآثار هذا المحيط. أما النقطة الثانية في هذا الصدد، هي طبيعة هذه الشخصيات، إذ أن كل الشخصيات تقريبًا وسيمة وجميلة ومثالية بشكل لا يصدق، وربما هذا منزلق يقع فيه الكثير من الروائيين، فغالبًا ما تجد البطل وسيما، قويا، ذكيا، خلوقا ويحب فتاة وهي بدورها وسيمة، وجميلة، خلوقة.. وعلى الكاتب -في رأيي- أن يحاول ما أمكن أن يجعل شخصياته واقعية حتى لو كتب في مجال الفانتازيا؛ لأن الكاتب حينما يكتب لا يكتب لفئة معينة، بل هو يكتب لكل الفئات، ومن ثم لا يجب على الكاتب أن ينزل لمستوى القارئ بل عليه أن يجعل القارئ يصعد إليه، وهو بدوره -أي الكاتب- يجب أن يحاول الوصول لتلك النخبة المثقفة. ولست أقصد بهذا أنّ الروائي يجب عليه أن يتكبر عن القراء المبتدؤون وألا يلتفت إليهم! فإن فعل سقط بالضرورة في الغرور.
صحيح أن الرواية رومانسية، لكنها ليست كباقي الروايات التي تمتلئ صفحاتها بالإسفاف في الجنس والإباحية، حتى ليخيّل لك أنّ الكاتب يصف لك فلما إباحيا من مواقع الكفار، بل حاولت الكاتبة من خلال روايتها "إيكادولي" أن تصوّر لنا الحب بطريقة راقية، بعيدًا عمّا يسميه بعض الروائيين "الجنس تتويج للحب" والذي يعكس الانحطاط الأخلاقي الذي وصلت إليه المجتمعات الإنسانية. ونلاحظ ذلك من خلال موقف أنس ومرام تجاه الحب. فأقول للكاتبة رغم كل الهفوات التي وقعت فيها: "شكرا على الرسائل النبيلة التي تحاولين إيصالها للشباب" والحقيقة أنّي استفدت منها كثيرًا في قراءتي الأولى لها سنة 2017، وكانت بالنسبة لي رواية ملهمة جدا.
من غريب الانتقادات التي قرأتها للرواية، هو قول أحدهم: ".. كيف لمجتمع خيالي أن يعرف الدين" والغريب أنّ نفس هذا الشخص لا يتساءل: " كيف لمجتمع خيالي أن يعرف المثلية" بل هؤلاء يستفزهم أن يكون العمل محافظا ونقيا، ومن ثم فإنهم كالأنعام، بل هم أضل سبيلا.
رواية إيكادولي هي الرواية الوحيدة التي أعدت قراءتها مرّتين، بالإضافة إلى بعض قصص شارلوك هولمز.. أول قراءة لها كانت سنة 2017 أما القراءة الثانية فكانت سنة 2021، ونظرًا لعدة اعتبارات فقد اختلفت رؤيتي كثيرًا، سواءً على المستوى المعرفي أو للواقع.. لذلك من الطبيعي أن يختلف تقيمي لهذه الرواية.
جاءت القراءة الأولى في مساء كنت أنتظر جرس الثانوية ليدق كي نجتاز أحد الاختبارات، ومن عادتي أنّي لا أراجع دروسي قُبيل الاختبار، لذلك كان لابد لي من البحث عن بديل لمحاربة الملل، فدخلت محرك البحث، وقمت بتنزيل أول رواية صادفتني، وكانت هذه بداية معرفتي بالكاتبة.. طبعًا لم أستطع المقاومة، وبمجرد أن خرجت من الاختبار، ذهبت مباشرة لأكملها؛ ولم أترك الهاتف إلا بعدما أنهيتها على الساعة الثانية بعد منتصف الليل.. وللإشارة فقط فهذه الرواية كان لها الأثر الكبير لأدخل عالم القراءة بشكل أكبر.
أما القراءة الثانية فكانت مختلفة شيئا ما، فقد امتدت طيلة أسبوع، وكان ذلك لعدة أسباب ومنها أني لم أكن مدفوعًا بفضول اكتشاف النهاية؛ بل كنت أقرأ بتأني نظرًا لأني على دراية تامة بمجريات الأحداث. ومنها أيضًا المشاغل التي انشغل بها، مما يجعلني أترك القراءة لهوامش الوقت فقط.
يتكون عنوان الرواية من كلمة غريبة "إيكادولي" مما يجعل القارئ يتساءل عن معنى العنوان ومغزى اختياره، وهذه نقطة قوة للرواية. والعنوان جاء باللغة النوبية؛ التي تنتشر بين سكان منطقة وادي النيل في جنوب مصر وشمال السودان.
أما معنى الكلمة فهي "أحبك" وبهذا يتكوّن عندك انطباع، على أنّ الرواية ستندرج ضمن الأعمال الرومانسية؛ لكن مع ذلك فكلمة "أحبك" كلمة عامة، إذ قد لا تعني بالضرورة حب شاب وفتاة، بل قد يشير إلى كل أنواع الحب، لذلك فمن الخطأ أن نقوم بهذه القفزة الاستنتاجية.
الغلاف عبارة عن منظر بحري تتمركز عليه قلعة تبدو قديمة، والمثير في هذه القلعة أمرين إثنين، الأمر الأول أنّها تبدو محمولة على جناحي نسر عملاق يحمل بدوره كتابًا بين مخالبه، أما الأمر الثاني فهي تبدو في نفس الوقت مبنية على سطح الماء! وبهذا تتكون لديك فكرة أولية، عن أنّ الرواية ستندرج ضمن صنف الروايات الفانتازية، وفي نفس الآن العاطفية.. وبهذا تكون قد وصلت إلى ما يعادل خمسون في المائة من مضمون الرواية.
رواية إيكادولي هي للكاتبة المصرية حنان محمود لاشين صدرت سنة 2016، ولعّل المتتبع لأخبار الكتب والروايات، سيعلم مدى شهرة هذه الرواية بين صفوف القراء عامة والشباب خاصة؛ بل هي من الروايات الأشهر في العالم العربي.
فيما يخص تقنيات السرد في الرواية، فرغم تعدد شخصياتها وتنوعها، إلا أنّ الراوي العليم ظل مسيطرًا على فصول الرواية من بدايتها إلى نهايتها، وذلك رغم الانتقال العريض بين الأمكنة والأزمة الذي شكلّ حبكة الرواية في هذا الجانب. شخصيًا لا أملك أي مشكلة إزاء هذه الطريقة في السرد، إذ أنّ الكلاسيكيات القديمة معظمها -إذا لم يكن كلها- استخدمت السرد الموحد لجميع فصول الرواية ومع ذلك نجحت في سبر أغوار النفس البشرية كما هو الحال بالنسبة للجريمة والعقاب. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل الجميع مؤهل ليكون دوستويفسكي؟
بالنسبة لي شخصيا، أرى أنّ السرد بالتناوب يزيح عن كاهل الكاتب الكثير من المشقة، فلا يضطر لكتابة مئات الصفحات بنفس الأسلوب، الأمر الذي قد يوقعه في كثير من الأحيان في الابتذال والسطحية، بل على العكس تمامًا يجعله يعرض للقارئ في كل فصل رؤية جديدة على لسان راوي جديد، فتتعدد الرؤى داخل العمل الأدبي، ليتلقى القارئ بدوره هذه الرؤى ويحللها حسب خبرته واحتكاكه بالواقع العملي، فالأدب في عمومه هو تواصل خبرة الكاتب مع الحياة من جهة، واحتكاك القارئ بالواقع من جهة أخرى.
وهناك نقطة أخرى أرغب في الإشارة إليها، وهي نقطة غاية في الأهمية، فالقارئ المتأمل لسيرورة السرد داخل الرواية فسيلاحظ وبلا شك، مرحلتين أساسيتين:
- مرحلة البداية: من أول سطر إلى حين وصول أنس إلى منزل جده؛ فوتيرة السرد في هذا المقطع سريعة جدا، كأن الكاتبة قد وضعت نصب عينها هدفا، ثم بدأت تكتب بلهفة بغية إدراك ذلك الهدف، وهذا من بين الأخطاء التي وقعت فيها الكاتبة، فمن المفروض أنّ الأعمال الأدبية الطويلة عادة ما تكرّس صفحاتها الخمسون الأولى لرسم معالم الشخصيات، ووضع القارئ في الصورة كي يندمج مع الرواية، بوتيرة سرد بطيئة متمهلة وغير متسرعة.
- مرحلة ما بعد البداية إلى قُبيل فك العقدة: وهي على نقيض الأولى من كل الزوايا، فالسرد هنا تميز بالبطء الشديد الذي وصل حدّ الحشو أحيانا، الذي لا يخدم الرواية بقدر ما يهدمها، أي أنّها نقطة ضعف داخل الرواية، فكأن الكاتبة لا تريد أن تفصح عمّا تخبئه أبدًا.
خلاصة هذا القول، فإن بعض الأعمال الأدبية مثل إيكادولي، لا يصلح معها السرد الموحد، بل يناسبها أكثر السرد المتناوب.. وكان ذلك كفيلا؛ لأن يجنب الكاتبة الكثير من الثغرات التي وقعت فيها، ولست أدر بالضبط هل ما وقعت فيه الكاتبة من ضعف في السرد هو ما يسمى بلعنة العمل الأول، أم أنّه راجع إلى أمور أخرى تتعلق بالاستعجال والتسرع في إخراج العمل.
أما بالنسبة لشخصيات الرواية، فأول ما قد يشدّ انتباهي كقارئ هي الأسماء التي جاءت باللغة النوبية، وهذا طبعًا ليس اعتباطيًا، بل هي نقطة تحسب لصالح الكاتبة، فقد نجحت بأن تدمج الشخصيات بالمحيط الذي تدور فيه الرواية.. فلا يعقل أن تدور أحداث رواية ما في بيئة ما، دون أن ترتبط بذلك المحيط بآثار هذا المحيط. أما النقطة الثانية في هذا الصدد، هي طبيعة هذه الشخصيات، إذ أن كل الشخصيات تقريبًا وسيمة وجميلة ومثالية بشكل لا يصدق، وربما هذا منزلق يقع فيه الكثير من الروائيين، فغالبًا ما تجد البطل وسيما، قويا، ذكيا، خلوقا ويحب فتاة وهي بدورها وسيمة، وجميلة، خلوقة.. وعلى الكاتب -في رأيي- أن يحاول ما أمكن أن يجعل شخصياته واقعية حتى لو كتب في مجال الفانتازيا؛ لأن الكاتب حينما يكتب لا يكتب لفئة معينة، بل هو يكتب لكل الفئات، ومن ثم لا يجب على الكاتب أن ينزل لمستوى القارئ بل عليه أن يجعل القارئ يصعد إليه، وهو بدوره -أي الكاتب- يجب أن يحاول الوصول لتلك النخبة المثقفة. ولست أقصد بهذا أنّ الروائي يجب عليه أن يتكبر عن القراء المبتدؤون وألا يلتفت إليهم! فإن فعل سقط بالضرورة في الغرور.
صحيح أن الرواية رومانسية، لكنها ليست كباقي الروايات التي تمتلئ صفحاتها بالإسفاف في الجنس والإباحية، حتى ليخيّل لك أنّ الكاتب يصف لك فلما إباحيا من مواقع الكفار، بل حاولت الكاتبة من خلال روايتها "إيكادولي" أن تصوّر لنا الحب بطريقة راقية، بعيدًا عمّا يسميه بعض الروائيين "الجنس تتويج للحب" والذي يعكس الانحطاط الأخلاقي الذي وصلت إليه المجتمعات الإنسانية. ونلاحظ ذلك من خلال موقف أنس ومرام تجاه الحب. فأقول للكاتبة رغم كل الهفوات التي وقعت فيها: "شكرا على الرسائل النبيلة التي تحاولين إيصالها للشباب" والحقيقة أنّي استفدت منها كثيرًا في قراءتي الأولى لها سنة 2017، وكانت بالنسبة لي رواية ملهمة جدا.
من غريب الانتقادات التي قرأتها للرواية، هو قول أحدهم: ".. كيف لمجتمع خيالي أن يعرف الدين" والغريب أنّ نفس هذا الشخص لا يتساءل: " كيف لمجتمع خيالي أن يعرف المثلية" بل هؤلاء يستفزهم أن يكون العمل محافظا ونقيا، ومن ثم فإنهم كالأنعام، بل هم أضل سبيلا.
- منيرة
- مشرف عام
- مشاركات: 8560
- اشترك في: 28 إبريل 2021, 03:36
- مكان: الجزائر
- خالد
- مدير المنتدى
- مشاركات: 2769
- اشترك في: 27 إبريل 2021, 22:19
- مكان: المغرب
- اتصال:
Re: رواية إيكادولي - المراجعة 2
أحسنت أيها المراجع المجهول ^^
تشريج جيد ومحاولة للإحاطة بالرواية من عنوانها وغلافها إلى بطنها وأحشائها..
تشريج جيد ومحاولة للإحاطة بالرواية من عنوانها وغلافها إلى بطنها وأحشائها..
- جويدة
- عضو وفيّ للمنتجع
- مشاركات: 798
- اشترك في: 28 إبريل 2021, 11:28
Re: رواية إيكادولي - المراجعة 2
دقة شديدة قل نظيرها .
اعجبتني مراجعتك ..و بدون تعليق
موفق
اعجبتني مراجعتك ..و بدون تعليق
موفق
- نجمة
- عضو ذهبيّ (1500+)
- مشاركات: 3722
- اشترك في: 28 إبريل 2021, 11:58
- مكان: جدة ...المملكة العربية السعودية
Re: رواية إيكادولي - المراجعة 2
قرأتها ولي عودة بإذن الله
- محمد كنجو
- عضو ذهبيّ (1500+)
- مشاركات: 5663
- اشترك في: 29 إبريل 2021, 12:24
Re: رواية إيكادولي - المراجعة 2
مراجعة موفقة جدا ،صحيح أني لم أكمل الرواية كلها ،لكن ماشعرت به أن هذه الرواية لايمكن الحكم عليها من قراءة سريعة واحدة ، وبما أنه تيسرت لك قراءة الرواية مرتين وعلى فترة زمنية متباعدة نسبيا فقد راق لي ماتغضلت به ويناسب ما قراءته من صفحاتها قبل أن أن أتوقف لأسباب كثيرة منها ادراكي أنني لن استطيع كتابة مراجعة منصفة ومفيدة لهكذا رواية يتداخل فيها الواقعي بالخيالي ومع حرص الكاتبة من اليداية على اعطاء بعد ديني واخلاقي للرواية شعرت أننا بصدد الدخول في مراجعة فقهية أكثر منها ادبية .
سلم الفكر واليراع وتستحق على هذه المراجعة أحلى عروس ههه ^^
سلم الفكر واليراع وتستحق على هذه المراجعة أحلى عروس ههه ^^
- عالم القصص
- عضو مجمّد
- مشاركات: 320
- اشترك في: 04 سبتمبر 2021, 12:36
Re: رواية إيكادولي - المراجعة 2
سلمت يداك
أحيي شغفك وحبك لهذه الرواية
اظن ان الكاتبة نفسها ستكون ممتنة لهكذا مراجعة كريمة منك اخي الكريم ^-^
أحيي شغفك وحبك لهذه الرواية
اظن ان الكاتبة نفسها ستكون ممتنة لهكذا مراجعة كريمة منك اخي الكريم ^-^
- منيرة
- مشرف عام
- مشاركات: 8560
- اشترك في: 28 إبريل 2021, 03:36
- مكان: الجزائر
Re: رواية إيكادولي - المراجعة 2
مراجعة عميقة ،ممتازة ، ناقشت الشكل والمضمون
مراجعة أدبية جادة ،متقنة ،متعوب عليها ،مفيدة للغاية ،ذكية .
اعترض على هذه الجملة
صحيح أن الرواية رومانسية، لكنها ليست كباقي الروايات التي تمتلئ صفحاتها بالإسفاف في الجنس والإباحية، حتى ليخيّل لك أنّ الكاتب يصف لك فلما إباحيا من مواقع الكفار.
لم اجد لها من داع مطلقا .
الرواية رومانسية وتنتقل للفقرة الموالية مباشرة ^^
احسنت
مراجعة تستحق النجوم الخمسة ^^
مراجعة أدبية جادة ،متقنة ،متعوب عليها ،مفيدة للغاية ،ذكية .
اعترض على هذه الجملة
صحيح أن الرواية رومانسية، لكنها ليست كباقي الروايات التي تمتلئ صفحاتها بالإسفاف في الجنس والإباحية، حتى ليخيّل لك أنّ الكاتب يصف لك فلما إباحيا من مواقع الكفار.
لم اجد لها من داع مطلقا .
الرواية رومانسية وتنتقل للفقرة الموالية مباشرة ^^
احسنت
مراجعة تستحق النجوم الخمسة ^^
- منيرة
- مشرف عام
- مشاركات: 8560
- اشترك في: 28 إبريل 2021, 03:36
- مكان: الجزائر
Re: رواية إيكادولي - المراجعة 2
رد ممتاز وموفق محمد ، احببته كثيرامحمد كنجو كتب: ↑14 نوفمبر 2021, 15:34 مراجعة موفقة جدا ،صحيح أني لم أكمل الرواية كلها ،لكن ماشعرت به أن هذه الرواية لايمكن الحكم عليها من قراءة سريعة واحدة ، وبما أنه تيسرت لك قراءة الرواية مرتين وعلى فترة زمنية متباعدة نسبيا فقد راق لي ماتفضلت به ويناسب ما قراءته من صفحاتها قبل أن أن أتوقف لأسباب كثيرة منها ادراكي أنني لن استطيع كتابة مراجعة منصفة ومفيدة لهكذا رواية يتداخل فيها الواقعي بالخيالي ومع حرص الكاتبة من اليداية على اعطاء بعد ديني واخلاقي للرواية شعرت أننا بصدد الدخول في مراجعة فقهية أكثر منها ادبية .
سلم الفكر واليراع وتستحق على هذه المراجعة أحلى عروس ههه ^^
- حمزة إزمار
- مشرف عام
- مشاركات: 1114
- اشترك في: 28 إبريل 2021, 07:13
- مكان: المغرب
- اتصال:
- خالد
- مدير المنتدى
- مشاركات: 2769
- اشترك في: 27 إبريل 2021, 22:19
- مكان: المغرب
- اتصال:
Re: رواية إيكادولي - مراجعة حمزة (4.17)
النتيجة ^^
- خالد
- مدير المنتدى
- مشاركات: 2769
- اشترك في: 27 إبريل 2021, 22:19
- مكان: المغرب
- اتصال:
Re: رواية إيكادولي - مراجعة حمزة (4.17)
هنيئا لك الفوز يا صاحبي ^^
- منيرة
- مشرف عام
- مشاركات: 8560
- اشترك في: 28 إبريل 2021, 03:36
- مكان: الجزائر
Re: 🏅رواية إيكادولي - مراجعة حمزة (4.17)
مبارك فوز مراجعتك الممتازة حمزة ^^
انت قارىء مميز
انت قارىء مميز
- نجمة
- عضو ذهبيّ (1500+)
- مشاركات: 3722
- اشترك في: 28 إبريل 2021, 11:58
- مكان: جدة ...المملكة العربية السعودية
Re: 🏅رواية إيكادولي - مراجعة حمزة (4.17)
مبروك ^^
مراجعتك كانت مفصلة ودقيقة
تستحق كل تقييم
مراجعتك كانت مفصلة ودقيقة
تستحق كل تقييم
- عالم القصص
- عضو مجمّد
- مشاركات: 320
- اشترك في: 04 سبتمبر 2021, 12:36
Re: 🏅رواية إيكادولي - مراجعة حمزة (4.17)
مبروك يا اخي الطيب حمزة
مراجعة تستحق ان تطبعها في جوود ريدز ^-^
تستحق كل خير، وهيا شارك معنا في المسابقة الحالية هيا يا بطل النسخة الاولى ^-^
مراجعة تستحق ان تطبعها في جوود ريدز ^-^
تستحق كل خير، وهيا شارك معنا في المسابقة الحالية هيا يا بطل النسخة الاولى ^-^
- حمزة إزمار
- مشرف عام
- مشاركات: 1114
- اشترك في: 28 إبريل 2021, 07:13
- مكان: المغرب
- اتصال:
Re: 🏅رواية إيكادولي - مراجعة حمزة (4.17)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لكم جميعا على كلماتكم اللطيفة والجميلة..
بارك الله فيكم. ^^
شكرا لكم جميعا على كلماتكم اللطيفة والجميلة..
بارك الله فيكم. ^^