العدوان ... بقلمي
بالطبع لم يكونا صديقان ... كانا عدوان بما تعني كلمة عدو من معنى وأكثر ,,,
حميد الدين شاب باكستاني مفعم بالحيوية والنشاط مندفع دمه حار جدا..
ينفعل لمجرد سماع صوت أقدام نملة تمشي في غرفته ليلا يتكلم الباكستانية ولغة الأوردو والعربية بنسبة أقل
و ميرو شاب فلبيني الأصل بارد الطباع هادئ يمشي ببطئ شديد لا يأبه لأنفجار قنبلة في البناء المجاور ودائما هو في عالمه الخاص بين أروقة هاتفه النقال ومذياعه وحاسوبه الشخصي
يتكلم الإنكليزية بطلاقة والعربية كما حميد الدين بنسبة أقل
هذان الشابان جمعهما القدر في عمل واحد في بلد عربي وفي غرفة واحدة في العمل والسكن ... ومنذ اليوم الأول للعمل ميرو.. تشاجرا ..حيث أن حميد الدين سبق ميرو في العمل بأيام معدودة ولكن لم ينطبق نجم حميد الدين على نجم ميرو
ورغم محاولة زملاء العمل في الإصلاح بينهما ورغم محاولات صاحب العمل في تقربهما وإزالة البغضاء بينهما إلا أنهما لم يتفقا أبدا .. سوى أنهما أتفقا كما هو حال الذين يحكموننا ((اتفقوا أن لا يتفقوا ..))
ومع كل محاولة للأصلاح أو التقارب كانت تزيد نار الحرب بينهما فتنفجر قنابل عنقودية من الشتائم والكلمات السيئة و المكايدات وفي اليوم التالي تنهال شظايا تلك القنابل في العمل وفي غرفة السكن فحميد الدين يتهم ميرو بأنه محتل ((بما أنه أحتل مكانا في غرفته )) و امبريالي متسلط
و ميرو يتهم حميد الدين بأنه إرهابي متطرف , ومن ثم يعلو الصياح فتختلط اللغات ولا أحد يفهم الاخر بما يتفوه به من كلمات غير لائقة ومع العصيبة الحادة من الطرف الأول يقابلها برود جاف من الطرف الثاني تهدأ المعركة وتحط رحالها ..
ولكن المعارك كثيرة جدا فالطرفان لم يقصرا فكان لكل منهما من المكائد نصيب .. فحميد الدين كان ينسل خلف طاولة ميرو أحيانا وعند خروج ميرو من الغرفة ويقطع له الشريط الكهربائي للمذياعه الحديث
وميرو أيضا في غياب حميد الدين كان يكسر كأس الشاي الزجاجي المخصص لحميد الدين بأطراف أصابعه و ببرود تام ,,
فيدق بينهما عطر منشم وتبدأ الحرب البسوس
ومرت سنون من البغضاء والتشاحن والمعارك الشعواء
و سنون أخرى من الجفاء وانقطاع التواصل والمهاترات
وحميد الدين مازال ثابت على موقفه مقاطعة ميرو ومن يكون صديقا لميرو
ومن هو من جنسية ميرو
وأيضا ميرو ثابت على مبدأه العدو الأول هو حميد الدين ومن يكون صديقا لحميد الدين ومن هو من جنسية حميد الدين
ثلاثون سنة مرت وحتى هذا اليوم وهما ثابتان ,,,
ولكن اليوم وفي هذه الليلة كان ميرو يتأوه ألما من وجع حاد في معدته
وحميد الدين ينظر من بعيد إليه ولا يكترث
وبعد ساعات وعند نهوض الشمس من غفلتها وانبثاق أشعتها سمع صوت فرامل سيارة في الشارع المجاور لغرفة سكنهما
تجمهر المارة حول ذاك المرمى على الأرض مضرجا بدمائه
وخلال دقائق معدودة نشر خبر وفاة حميد الدين
وخيم الحزن على زملاء عمله كما خيمت أفكار حول فرحة ميرو عندما يسمع بخبر وفاة عدوه الأول .. ربما هو الان لا يعلم
اتجه الجميع نحو غرفة سكنه ليخبروه بما حدث فتفاجأ الجميع
بعدم وجود ميرو في المكان تاركا لهم ورقة صغيرة تعلن لهم بأستقالته من العمل ورحيله إلى بلده
ولكن مفاجائتهم الكبرى كانت عندما عادوا إلى المشفى ليستلموا جثة حميد الدين
فيجدوا يده قابضة على دواء لإزالة ألام المعدة ,,,,
مرحبا بك اخي الكريم الاصيل
القصة واقعية.. هناك اشخاص يفرطون في الكراهية للحد الذي وصل به العدوان ابطال قصتك
ولكن ما حدث في اخر القصة.. هو ان حميد قد مات بسبب اصطدامه بسيارة.. وهو قابض على دواء المعدة.. بينما ميرو سافر ولم يعرف ان حميد مات بسبب احضار دواء المعدة من أجله!.. قصتك دامعة حزينة مفجعة حقيقة..
هؤلاء لم يكونا عدوان بل صديقان متحابان يملأهما الكبرياء وعدم التنازل.. والدليل لو كانا عدوان حقيقيان لتحققت جريمة قتل حتما لاسيما وهما يسكنا في شقة واحدة.. ليست شقة بل غرفة واحدة!..
أصفق لك وأحييك يا مبدع..
أحداث القصة تبرز أن ميرو وحميد عاملان مغتربان لأجل لقمة العيش ،وكان حري بهما البحث عن قواسم مشتركة لتخطي عقبة اختلاف اللغة والعقيدة والعادات ومن المؤسف أن تنتصر بعض قيم الإنسانية بعد فوات الآوان، لكنه الواقع الذي نشاهده في أكثر من مكان وقد نقلته لنا بصدق وأمانة كما هو بلا رتوش، شعرت أن العنوان لم يكن منسجما مع الفكرة النهائية التي اردت ايصالها لنا من القصة ،
تقبل مروري وفائق ودي وتقديري صديقي أصيل وبانتظار جديدك على الدوام
عالم القصص كتب: ↑11 نوفمبر 2021, 16:49
مرحبا بك اخي الكريم الاصيل
القصة واقعية.. هناك اشخاص يفرطون في الكراهية للحد الذي وصل به العدوان ابطال قصتك
ولكن ما حدث في اخر القصة.. هو ان حميد قد مات بسبب اصطدامه بسيارة.. وهو قابض على دواء المعدة.. بينما ميرو سافر ولم يعرف ان حميد مات بسبب احضار دواء المعدة من أجله!.. قصتك دامعة حزينة مفجعة حقيقة..
هؤلاء لم يكونا عدوان بل صديقان متحابان يملأهما الكبرياء وعدم التنازل.. والدليل لو كانا عدوان حقيقيان لتحققت جريمة قتل حتما لاسيما وهما يسكنا في شقة واحدة.. ليست شقة بل غرفة واحدة!..
أصفق لك وأحييك يا مبدع..
اهلا بك اخي عالم من القصص .. وانا احييك كثيرا للردك وقرائتك السلمية للنص , اتمنى ان يكون النص قد ادى ما عليه
ووصلت الافكار بسلاسة وسهولة ,اشكر من القلب مرورك اسعدني حقا
ردك وسام اضعه على صدري شكرا لك
محمد كنجو كتب: ↑11 نوفمبر 2021, 21:41
أحداث القصة تبرز أن ميرو وحميد عاملان مغتربان لأجل لقمة العيش ،وكان حري بهما البحث عن قواسم مشتركة لتخطي عقبة اختلاف اللغة والعقيدة والعادات ومن المؤسف أن تنتصر بعض قيم الإنسانية بعد فوات الآوان، لكنه الواقع الذي نشاهده في أكثر من مكان وقد نقلته لنا بصدق وأمانة كما هو بلا رتوش، شعرت أن العنوان لم يكن منسجما مع الفكرة النهائية التي اردت ايصالها لنا من القصة ،
تقبل مروري وفائق ودي وتقديري صديقي أصيل وبانتظار جديدك على الدوام
اهلا بك اخي محمد
دام فضلك اشكرك للمتابعة وتخصيص وقت لي للقراءة نصي . هذا شرف كبير لي
ملاحظتك رائعة وبراقة . العنوان لم يف بالغرض ,. سأنتبه لهذه الملاحظة في المرات القادمة ان شاء الله ان كتبت هنا .
اشكرك جزيل الشكر مرورك بالتأكيد اسعدني تحياتي القلبية لك
لن أزيد عن كلام الإخوه السابقين، قصه جميله في السرد وجميله في القصه، للحظه أتاني شعور أن ميرو هو من قتل حميد الدين لا أعلم لماذا خيالي ذهب إلى هناك، لكن أحسست أن الأحداث جميعها مكتوبه لتخدم فكرة قتل ميرو لحميد حتى سفر الأخير في اللحظات الأخيره