تُعرّف الأمثال على انها جملة قيلت في مناسبة خاصة، ثمّ صارت لما فيها من حكمة تذكر في كلّ مناسبة مشابهة، ولكي تصير الجملة مثلاً فلا بد من اشتمالها على الإيجاز وحسن التشبيه، وإصابة المعنى وحسن الكناية.
ومن هذه الامثال المشهورة، الدائرة بين الناس قولهم المثل الآتي عندما يتنكر الفرد لمن أحسن إليه « أعلِّمُه الرمايةّ كلّ يومٍ... فلمّا اشتدّ ساعدُه رماني «، وان اختلفوا في نسبة هذا البيت فقال بعضهم هو لمالك بن فهم الازدي، وزعم بعضهم انه لأوس بن معن المزني، والغالب في كتب الأدب انه لمعن بن اوس المزني.
فأما الذين زعموا انه لمالك بن فهم فأوردوا ان مالك بن فهم حكم هو وعشيرته في احدى المناطق، وكان له اولاد فجعلهم يتناوبون على الحراسة في كلّ ليلة، وكان اصغرهم هو المقرّب لديه واسمه سليمة، فغار منه اخوته وكادوا له عند أبيه، فقالوا له ان سليمة ينام اثناء حراسته لك، فقام مالك بالتخفّي للتأكد مما قاله أبناؤه عن سليمة، فأحسّ الاخير بصوت فتناول سهمه وقوسه ليرمي، فناداه ابوه أن لا ترمِ انا ابوك، فأجابه يا ابت لقد بلغ السهم مقصده ورمى والده وكان السبب في موته، فقال ابوه وهو في آخر رمق الأبيات المشهورة:
فيا عجباً لمن ربيت طفلاً
أُلقّمه بأطراف البنانِ
أعلِّمه الرمايةَ كلّ يومٍ
فلما اشتدّ ساعدُه رماني
وكم علّمتُه نظْمَ القوافي
فلمّا قالَ قافيةً هجاني
أُعلّمُه الفتوّةَ كلّ وقتٍ
فلمّا طرّ شاربُه جفاني
رمى عيني بسهم أشقذيّ
حديدٍ شفرتاهُ لهذُمان
توخّاني بقدحٍ شكّ قلبي
دقيقٍ قد برَته الراحتانِ
فلا ظفرتْ يداه حين يرمي
وشلّتْ منه حاملةُ البنانِ
اكيد واحد منهم يصلح ههه
آخر تعديل بواسطة محمد كنجو في 23 مايو 2021, 09:52، تم التعديل مرة واحدة.
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي... وأسمعت كلماتي من به صمم..
للعلم أنا أحفظ جزءا من هذه القصيدة التي تبدأ ب( واحر قلباه ممن قلبه شبم ^^)
أحفظها لغاية الخيل والليل والبيداء، إلخ البيت..
والقصيدة منظمة على بحر البسيط ( مُسْتَفْعِلُنْ فَاْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فَاْعِلُنْ@@@ مُسْتَفْعِلُنْ فَاْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فَاْعِلُنْ)